خليلي بالربع المحيل معى قفا

خليلَيّ بالربع المحيل معى قِفا

نحىّ من ايكيك المعاهد واصرفا

صدور المطايا نحوَهُنّ فإنّما

لدَيهُنّ أدوائي وهُنّ لي الشّفا

أما هذه دور الأحبة قد عفَت

أما هذه دور المودّة والصفا

مغان سقاني الدهر فيها على الظما

كؤوس المنى من كل أحور أهيفا

فديتُكُما عوجا عليهُنّ واسحَبا

خليلَكُما فيها على الوجه والقفا

ولا تذكرا لي من صبا من مضى به

فذكرُ الجفا أيام ذكر الصفا جفا

وما كل مغنى يشتفى بمروره

يرى النخل من لم يدر في الدخل ما خفى

لعمري لئن أمست عفاء لفى الحشى

لها منزل لم يعف قطّ وما عفا

أو استبدلت سعدى سواي لغيرُها

يسيرٌ على الدهر ما خان أو وفى

كأنّي لم أسمر بها بين ماجد

جليد من الفتيان سمح لمن هفا

وناهِدَةٍ تجلو أغَرّ كأنّما

بأنيابها صبّ المهَيمن قرقفا

على وجنتيها قد جرى متحيرا

ولبّتها ماء الملاحة والصفا

ولم أقفُ غثر الظعن والليلُ شامل

بوهم إذا كلّ المراسيل خذرَفا

ولم يشدُ بالأسحارِ خلفى مغرّدٌ

يقول على آثار من ذهب العفا

تراه إذا بل الصقيع رداءه

يسهل بالاظفار عظما مزخرفا

يعللني من طاب علّا وينثنى

إلى شدوه والصبح هاديه قد طفا

إذا قال لي لاح الصباح مروّعاً

أروّعُ مفتول الذراعَينِ أكلَفا

فلما رأيت الصبح هاديه دون ما

أؤمل من وصل الأحبّة أشرفا

عضضت بنانى وانثنيت تلهفا

وحقّ للاعي القلب أن يتلهّفا