دعوه يبكي لفقد خلانه

دعوهُ يبكي لفقد خلانه

وهجر أحبابه وأخدانه

جيرانهُ أوحشوا منازله

فظل يبكي لفقد جيرانه

أشجانهُ قيّضت له تلفا

فصار يدعى قتيل أشجانه

أجفانه أبكت العيون دما

وأنحل الجسم غنج أحضانه

سحر بألحاظه ومقلته

وكل عين منه أعنانه

صفف أصداغه على يقق

تحمل وردا عليه رمّانه

شقاوتي لم هويت من تلفي

خلف مواعيده وهجرانه

ألفاظه مازجت عبارتهُ

فصار إبليسُ بعض أعوانه

مضارعٌ ماجن يهبهب من

تحت مراعيشه لمجّانه

وزانه منه في موانسَةٍ

وخائفٌ منه ثقل أوزانه

من شأنه هجر عاشقيه وما

بذل وصال المحبّ من شانه

إذا تمشّى بحسن سمرته

وكسر أعطافه بأردانه

قالت لباقاته لعاشقه

قول مبين بحسن تبيانه

عوّذهُ بالله والقران وما

في طيّ يا سينه ورحمانه

إذا انثنى وانساب يجمعه

ما بين مرويّة وكتّانه

صاح العزا بالهوى فأسلمهُ

فاستكتم الدمع نفيُ كتمانه

سألتهُ قبلةً فضَنّ بها

وتاه في كبرهِ وعدوانه

ثمَ انثنى كالمغيظ من حنقٍ

يعضُّ إبهامه بأسنانه

وقال لي يا ضعيف ويلك من

دسّك قل لي يا نكس إخوانه

قلت له يا منيتي وجهك قد

أمرض قلبي بحسن ألوانه

وجهك كالبدر قد أضاء لنا

من تحت شعر زها بأفنانه

وأنت سؤلي من الزمان فجد

عليّ في منّة قبح خلقانه

أتيته ثمّ قلت ذلك من

سرّ بهذا رمي بخذلانه

ثمّ تنصّفت وانتميت إلى

عبّاس في رهطه وفتيانه

وقلت في خالد وعطبته

قولا يوافي بحسن إحسانه

خرّ كذا لي يقال في زمن

مدّ من هجري بطول هجرانه

أنا الفتى الأحنف الذي خضعت

له وذلّت خدود أقرانه

أقرّ أهل السجون عن ثقة

بفضله في جميع بلدانه

نازوك قد مل من عقوبته

فيما مضى من قديم أزمانه

والبازعجيّ فهو يعرفهُ

وذم شيطانه لشيطانه

مقطب الحاجبين ترعدُ من

خوف دواهيه قلب سجّانه

من ألف فلس وألف ألف عصا

لو أحصيت في أقل ديوانه

وقفاتُهُ والولاةُ تسألهُ

أثبت من خالد وسيدانه

إذا رأى السبع جاءهُ عجلا

من غير خوف لعرك آذانه

قد صوّر القرمُطيّ صورتهُ

من خوفه في جميع حيطانه

منجّم شاعرٌ له هممٌ

نيطت ببهرامه وكيوانه

تعليم ما في الكتاب فطنته

من شعره وديوانه

إن أنت واصلته وفيت إلى

سعادة لا تشوب أحزانه

فقال يا صاحبي أصله

إذا فرح قلبي يحل بيرانه

وأنفق البيض في مواضعها

صرت له من اقل غلمانه

أخصمني والذي أؤمّلُه

لعفوه في غد وغفرانه

لا يعطف الحبّ بعد جفوته

غير مداوير كيس وزّانه