ظفر الأسى بمتيم لم يظفر

ظَفَرَ الأَسى بِمُتَيَّم لَم يَظفَر

قَصُرَ المَنامُ وَليله لَم يقصُرِ

وَمِنَ الصَبابَةِ أَنَّ هاَيكَ الدُمى

أَدمَت محاجِرُهُ لسفح محجَرِ

أَعرضن عَن مُتَعَرِّضٍ وَمَلَلن

عَن متململٍ وَضحِكنَ من مُستعبرِ

يَحيا حَياة تذكُّرٍ فَإِذا أَتَت

عُلَقُ الصَبابَةِ ماتَ موت تذكُّرِ

شَوقٌ نأى جَلَدي بِهِ وَتَجَلُّدي

وَهَوىً هَوى صَبري له وَتَصَبُّري

كادَت تُجِد الوَجدَ لَولا فتية

من مُنذِرٍ أَو عُصبَةٍ من مُبصِرِ

مقسومة بِالحُسنِ بينَ مُخَفَّفٍ

وَمُثَقَّلٍ وَمؤَنَّثٍ وَمُذَكَّرِ

تُعطيكَ بِالأَلفاظِ غلظةَ ضَيغَمِ

وَتُريكَ بِالأَلحاظِ رِقَّةِ جؤذَرِ

يا جائِراً وَالدَهر أُجورُ حاكِم

وَالحادِثاتُ بِمُنجدٍ أَو مُغوِرِ

ما ضافَ بي هَمٌّ بِهِ فقربته

إِلّا مدالجة المطيِّ الضُمَّرِ

وَالصُبحُ قَد أَخذت أَنامِل كَفِّهِ

في كُلِّ جَيبٍ لِلظَّلامِ مُزَرَّرِ

فَكأَنَّما في الغَربِ راكِبُ أَدهَمٍ

يحتثُّه في الشَرقِ راكِب أَشقَرِ

يَسري لأبعدَ سؤددٍ مِن مشيه

وَيَروم أَقربَ موردٍ مِن مَصدَرِ

لعزيزِ دولَة آل أَحمدَ في الوَغى

وَالسِلمِ بدر سَريرها وَالمَنبرِ

شَرَفٌ يُريكَ مهلهلاً في تغلب

يَوم الكُلاب وتبَّعاً في حِميَرِ

كَم لِلعُفاةِ إِلَيهِ من سَبّابَةٍ

تومي وَكَم يَثنى لَه من خِنصَرِ

وَكَأَنَّما يَرمي العِدى مِن بأسِهِ

بأسوَدَ خَفّان وَجِنَّة عَبقَرِ

في حيث يَنفذ عامِلاً في جَوشَنٍ

طعناً وَيبذل صارِماً في مِغفَرِ

مُحمَرَّ أَطراف السُيوفِ كَأَنَّما

يُطبِعنَ من ورد الخُدودِ الأَحمَرِ

أَنسَيتَني ذُلّي بِعزِّ صَنائِع

علَّمتَنيهِ خبرة المُتَخَبِّرِ

فَعلامَ أَطلب من سواك مزيدة

وقد استثرنا مِنكَ مَعدِنَ جَوهَرِ

بيَمينك الطُولى عليَّ وَطَولِها

قَصَّرتُ عَن تَعريض كل مُقصِرِ

فاسلم فَكَم قرَّبت من مُتَباعِدٍ

صعب وَكَم يَسَّرتَ مِن مُتَعَسِّرِ

وَكَما تَقَدَّمتَ الأَنام فَضائِلاً

فَإِذا هُمُ وردوا الرَدى فَتأَخَّرِ