أتاني عن تاج الزمان تعتب

أَتاني عَن تاجِ الزَمان تَعتُّبُ

يُضَيِّق وسع الأَرض فَضلاً عَن الصَدرِ

وَلَم أَمتَدِحهُ آخِراً لِجَهالَةٍ

وَهَل لِلَّذي لا يَعرف الشَمس من عُذرِ

وَلَكِنَّني لَمّا رأَيتُ صِفاتِهِ

خَتَمنَ العُلى طراً خَتَمتُ بِهِ شعري

وَقَد أَخَّرَ اللَهَ النَبيَّ لِفَضلِهِ

وَقَدَّمَه في رتبةِ الفَضلِ وَالأَجرِ

أَعرتَهُم مِن دُرِّ وَصفك جَوهَراً

تَحَلّوا بِهِ ما بَينَ سَحرٍ إِلى نَحرٍ

وَتاهو به عاريَّةً لا تَمَلُّكا

فَإِن شِئتَ رَدّوا ما استَعاروا مِنَ الدُرِّ

فَلَما تَمادى الأَمرُ نادَت بيَ العُلى

غَلَّطت فأعطِ القوسَ وَيحَكَ من يَبري

فَعادَ مَديحي نَحوَ أَبلجَ حَدِّثوا

بِلاح حَرَجٍ عَن جودِهِ وَعَن البَحُرِ

وَغايَة هَذا الفَضل أَنتَ وَإِنَّما

يُوافي إِلى الغاياتِ في آخِرِ الأَمرِ