الله جارك ظاعنا ومقيما

اللهُ جارُكَ ظاعِناً ومُقيما

وضمينُ نَصرِكَ حادثاً وقَديما

إنْ تَسْرِ كان لك النَّجاحُ مُصاحباً

أو تَبْقَ كان لك السُّرورُ نَديما

تَغشاكَ بارِقَةُ السَّحابِ إذا سرَتْ

غيثاً وتلقاكَ الرِّياحُ نَسيما

أنتَ الربيعُ الطَّلْقُ إن شاءَ الثَّرى

وتَزَحَّلُ الأنواءِ سَرَّ قُدوما

للهِ هِمَّتُكَ التي رَجَعَتْ بها

هِمَمُ الملوكِ الصَّاعِداتُ هُموما

ورياحُكَ اللاتي تَهُبُّ جَنائباً

ولربَّما أجريتَهُنَّ سَمُوما

وخلالُكَ الزُّهْرُ التي أنِفَتْ لها

قِمَمُ المَراتبِ أن تكونَ نُجوما

كم من عظيمِ القَدْرِ قد لقَّيْتَه

خَطْباً بأطرافِ الرِّماحِ عَظيما

ومُشهَّرٍ يُدعى الكَريمَ تَركتَه

يُدْعَى وقد هَطَلَتْ يَداكَ لَئيما

أَفنَتْ ظُباكَ الرُّومَ حتّى أنها

لم تُبْقِ إلا ظَبيةً أو رِيما

ومَحَوْتَ آثارَ الصَّليبِ فلم تَدَعْ

للعينِ منها مَعلَماً مَعلوما

خَيْلٌ تُثابُ على تَتابُعِ كَرِّها

نَدْباً على لَبَّاتِها وكُلوما

وظُباً مُحرَّمَةٌ على أَغْمادِها

حتى تُبيحَ من الضَّلال حَريما

ومكارمٌ أنصَفتَ فيهِنَّ العُلى

وتركتَ مالَك بينها مَظْلوما

مَنَحَتْكَ طاعتَها القبائلُ رَهبةً

فمنحتَ جَمرَةَ عِزّها تَضريما

أعطاكَ أَصعَبُها الخِطامَ ولم يَكُنْ

ليقودَ غَيرُكَ صعبَها مَخطوما

فغدَتْ سَوامُكَ لا تُحاوِلُ نَبوَةً

أبداً ولا تَبْغي سِواكَ مُسيما

يَستَمطِروهُ مَواهِباً ومَواعِداً

لم تَعْدُ منك سَحائباً وغُيوما

أَسَمِيَّ مُرهَفَةِ السُّيوفِ فَضَلْتَها

شِيَماً إذا جَدَّ القِراعُ وَخيما

وأَرى الأراقِمَ قَلَّدَتْكَ أمورَها

فدَعَتْكَ مُذْ فَقَدَتْ أباكَ زَعيما

أَلبَسْتَني نِعَماً رَأيتُ بها الدُّجى

صُبْحاً وكنتُ أرى الصَّباحَ بَهيما

فغَدَوْتُ يَحسُدُني الصَّديقُ وقبلَها

قد كانَ يَلقاني العَدُوُّ رَحيما

فملأتُ آفاقَ البِلادِ بمَنْطِقٍ

لولا الثَّناءُ عليكَ عادَ وُجُوما

عبق تنازعه الرواة كأنما

يتنازعون بنفسجا مغموما

فسَلِمْتَ من نُوَبِ الزَّمانِ ولا غَدَا

شانيك من معنى السَّليمِ سَليما

طلبَ الملوكُ غُبارَ شأوِكَ فانثَنَوا

صِفْرَ اليَدَيْنِ وخائماً وذَميما

إنْ يَسمَحُوا في الحِينِ أو يَتكَلَّفوا

كَرَمَ النُّفوس فقد خُلِقْتَ كَريما