نظرت فلا نظرت بمقلة جؤذر

نظرَت فلا نظَرت بمُقلةِ جُؤذَرِ

نجلاءُ تَرنو والمَها من مَحجرِ

أنظُر إلى شخص المنيَّة طالعاً

يَبدو لنا منه بأحسن منظَرِ

إن عَسكَرت فيها عَساكرُ سُقمِها

فلِحاظُها تَلقى بعدَّة عَسكَرِ

من كلِّ أبيضَ باترٍ ومفوَّقٍ

أبداً يُصيبُ وسَمهريٍّ أسمَرِ

وكأنّما غزت القلوبُ جفونَها

ثم انثنَت مكلومَة لم تظفَرِ

مظلومةٌ أبداً بكلِّ مفازَةٍ

مقتولةٌ صَبراً وإن لم تصبرِ

أين القلوبُ من الجفونِ وهذه

مذ سلَّطَت سُلطانَها لم تُقهَرِ

كم غادةٍ سَفَرت وكانَ حياؤها

يُنبيكَ عَنها أنَّها لم تسفِرِ

فكأنَّما كشفَت نِقاباً أبيَضاً

يومَ التَقَينا عن نِقابٍ أحمرِ

هاجِر إذا هَجَرت إليَّ مواصِلاً

يا طَيفَها واهجُر إذا لم تهجُرِ

أو دُم لنا تحت الوفاء إذا وَفَت

فإذا تَمادى غَدرُها بي فاغدرِ

أتَرى الليالي غيَّرت لي همةً

قالَت لها العَلياءُ لا تَتَغيَّري

ونَدى أبي الحَسن الخَطيب خطابُه

لخطوبِها لما تطاوَلت اقصِري

من يَشتري أبداً بسالِم مالِه

من جُوده مجداً بحيثُ المُشتَري

فكأنَّه المَعذورُ فيما تَحتَوي

يَدُه فإن لم يُفنِه لم يعذرِ

وكأنَّما يدُه تكادُ لبَذلِها

تُعدي ببَذلِ الجُود عودَ المِنبرِ

ذو غرَّة أضحَت تدلُّ على النَّدى

كالبَرقِ دلَّ على السحابِ المُمطرِ