أصار يألف فيض الدمع مدمعه

أصارَ يألفُ فيضَ الدَّمع مَدمَعُه

أم الأسى عن جميلِ الصَّبرِ يَردَعُهُ

قد كانَ مُجتَمَع الأَسرارِ كاتِمَها

ففرَّقت عينُهُ ما كانَ يَجمعُهُ

وكلَّما رامَ منعَ الدَّمع عارَضَهُ

في منعِه عارِضٌ للشوقِ يمنعُهُ

كأنَّه ذو قلوبٍ في الهَوى كَثُرت

وكلّ يَومٍ له قَلبٌ يودِّعُهُ

ما حبلُ وَصلٍ تَراهُ الدهر متَّصلاً

إلا ولا شَكَّ أنَّ البَينَ يَقطعُهُ

ولا نَرى نورَ شمسٍ في الوَرى طَلعَت

إلا ومِن عِند شَمسٍ كانَ مطلعُهُ

لهاشمٍ في النَّدى سَبقُ الرهانِ كَما

للناصِح بن عليٍّ مِنهُ أسرعُهُ