أطرق والفكرة للمطرق

أطرقَ والفِكرَةُ للمُطرِقِ

فيما مَضى مِنهُ وما قَد بَقي

ثمَّ رأى الفِكرةَ تَعتادُه

فاعتَادَها يَلقى بِها ما لَقي

فَما عَلى الرُّكبانِ في أَرضِكُم

لَو عالَجوا مِن عَطَشٍ مُحرِقِ

إِني إِذا لَم استَقِ الماءَ مِن

مَنبَعهِ استَسقَيتُ من يَستَقي

قالوا مَتى تَسلو فَقُلتُ اقصِروا

فَلا مَتى إِلا مَتى نَلتَقي

وإِنَّ في الخَيلِ لمَحمولَةٍ

مَحبوسَةٌ كالحامِلِ المُطلِقِ

شَقراءُ بَيروتِيةٌ أرسِلَت

عَلى عُقولٍ قُرَّحٍ سُبَّقِ

تَمرحُ كالمُهرَةِ واسأل بِها

كَم أبلَتِ المُهرَةُ مِن مُهرَقِ

إِذا استَجدَّت كانَ تاريخُها

تاريخَ بالٍ دارسٍ مُخلَقِ

شَرِبتُها في حَلِقٍ واسِعٍ

رَحبٍ وَعيشٍ حَرجٍ ضَيِّقِ

في جَيشِ همٍّ قادَه الليلُ لي

هَل فَلَقٌ يَعدو عَلى فَيلَقِ

أُضامُ والدَّولَة عَدلٌ فَيا

سَعيدَها ارثِ لِهَذا الشَّقي

يا بَركاتِ الدينِ يا عِزَّهُ

صِدقاً إن الألقاب لم تَصدقِ

ويا أَخا الجودِ الفَريد الَّذي

أَخوهُ لَولا الجودُ لَم يُخلَقِ

وقائِد الجُردِ المَذاكي إِلى

مَواردٍ يَظما بِها مَن سُقي

خالفَ خوفُ العارِ خوفَ الرَّدى

فَكُلُّ مَن لا يُتَّقى يَتَّقي

الصَّوتُ مِنهُم والقَنا والظُّبى

مِنكَ فهُم إِن يرعدوا تَبرقِ

لكِن مَع الأَيد الأَيادي الَّتي

ألحقَتِ المَأسورَ بالمُعتقِ

أغرَبتَ إِذ غبَّرتَ في أَوجُهٍ

سَبقاً ولَم تَبرح ولَم تَلحقِ

حفَرتَ تَبغي في الحَضيضِ العُلى

واعَجَباً للنازلِ المُرتَقي

فَيا مَسيحَ المَجدِ أخرَجتَه

مِن الثَّرى في نُورِه المُشرِقِ

فابنِ سَوا السورِ فإِن لَم يقم

بِاسمِكَ لَم يعلُ عَلى الخَندَقِ

خُذني مِن الدَّهرِ تَجِدني إِذا

أخلَقَ ثَوبُ الدَّهرِ لَم أخلقِ

واجمَع عَليَّ اليومَ أجمَع عَلى

مَدحِكَ بينَ الغَربِ والمَشرِقِ

فَالشِّعرُ يَبقَى بَينَنا كُلَّما

خُطَّ عَلى أَثوابِ عرضٍ نَقي