خليلي باع الدهر بالعرف ضيق

خَليلَيَّ باعُ الدَهرِ بِالعُرفِ ضَيِّقٌ

عَلى كُلِّ ذي عَقلٍ وَبِالنُكرِ واسِعُ

وَواقِعُ نُعماهُ عَنِ الحُرِّ طائِرٌ

وَطائِرُ بَلواهُ عَلى الحُرِّ واقِعُ

مَتى ما يُصِبني بِالقَوارِعِ طَرفُهُ

أَصابَتهُ هِمّاتي وَهُنَّ قَوارِعُ

وَهِمّاتُ مِثلي لِلخُطوبِ جَوالِبٌ

كَما أَنَّهُنَّ لِلخُطوبِ دَوافِعُ

تُريكَ اِشتِعالاً بِالنُجومِ طَوالِعاً

وَهُنَّ إِذا لاحَت نُجومٌ طَوالِعُ

وَتُزري عَلى البيضِ الطَوالِعُ إِن مَضَت

وَهُنَّ عَلى العِلّاتِ بيضٌ قَواطِعُ

تَخافُنِيَ الأَيّامُ وَهيَ تُخيفُني

وَلِلنَكسِ تَهديدٌ إِذا ريعَ رائِعُ

وَلَو كُنَّ في عَينَي لَما قَذِيَت بِها

فَكَيفَ تَرى أَنّي إِذا صُلنَ خاشِعُ

أَتَطلُعُ مِنها في دِياري طَوالِعٌ

بِسوءٍ وَهِمّاتي عَلَيها طَلائِعُ

يُقارِعُ مِنّي باسِلاً ذا حَفيظَةٍ

يَقومُ إِزاءَ النَصرِ حينَ يُقارَعُ

فَتى بِأَتَمِّ الفَضلِ لَيسَ بِقانِعِ

وَلَكِن بِأَدنى بُلغَةِ العَيشِ قانِعُ

فَما صَحِبَتهُ لِلأَنامِ صَنيعَةٌ

وَيَصحُبُهُم مِنهُ وَفيهِ صَنائِعُ

وَلَم يَتَواضَع في مُصاداةِ مِنَّةٍ

وَكُلُّ مُصادي مِنَّةٍ مُتَواضِعُ

لَهُ شَرَفٌ في آلِ ساسانِ باذِخٌ

وَذِكرٌ بِأَطرافِ البَسيطَةِ شائِعُ

تُؤَدِّبُهُ الأَيّامُ حينَ تَضُرُّهُ

وَكَم ضَرَرٍ لِلمَرءِ فيهِ مَنافِعُ

وَما ضاعَ مِثلي حَيثُ حَلَّت رِكابُهُ

بَلى حَيثُ ضاعَ المَجدُ مِثلِيَ ضائِعُ

وَمِثلِيَ مَخضوعٌ لَهُ غَيرَ أَنَّهُ

إِذا كانَ مَجهولَ الفَضائِلِ خاضِعُ

وَمِثلِيَ مَتبوعٌ عَلى كُلِّ حالَةٍ

فَإِن يَنقَلِب وَجهُ الزَمانِ فَتابِعُ