علي يا من علاه فوق ما أصف

عليُّ يا مَنْ عُلاهُ فَوْقَ ما أَصِفُ

لا تعتذرْ إِنني بالعُذْرِ مُعتَرِفُ

أنت الذي صِحَّةُ الآدابِ صِحَّتُهُ

فإن تَشَكَّى تشكَّى المجدُ والشَّرف

إذا اشتكيتَ فما الشكوى بضائرةٍ

تأتي فَتُعْقِبُ أَجراً ثم تَنْصَرِف

وأنجمُ الليل ما تنفكُّ يسترُها

سِتْرُ الغمامِ قليلاً ثم تَنْكَشِف

والبدرُ يلمسُهُ كفُّ المحاقِ فلا

يضرُّهُ لَمْسُها والشمسُ تنكف

لله قافِيةٌ أَهْدَيْتَها كلفاً

بودِّ ذي كَلَفٍ ما بَعْدَهُ كَلَف

فائيةٌ صَغُرَتْ في قلْب سامعها

استقبلَ الحيُّ بطنَ البِشْرِ أم عسفوا

أَحْبِبْ بها تُحْفَةً لو لم تكن ضَمِنَتْ

شكوى عواقِبُها للمشتكي تُحَف

قَصَفْتَ ظهري ببيتٍ قلت آخرَه

تكادُ مني قناةُ الظَّهْرِ تَنْقَصِف

بل يرْفُقُ اللهُ بالآمالِ فيك فلا

ينالُها بكَ لا عَسْفٌ ولا عُنُف

ويُنْصِفُ الدهرُ حتى لا تزال تُرى

كالبدر ليلةَ كاد الشهرُ يَنْتَصِف

مجدٌ أبوك أبو إِسحاق أَوَّلُهُ

والمجدُ سيَّانِ فيه الأصْلُ والطَّرَف

تصفو خلائقُ أيامِ الزمان بكم

إذ الخلائقُ فيها التمرُ والحَشَف

ويكتسي الدهرُ من عُجْبٍ بكمْ صَلَفاً

وليس من شأنه عُجْبٌ ولا صَلَف

ماذا أقولُ لمن شخصُ العلى بهمُ

بالحلمِ مؤتزرٌ بالحلمِ مُلْتَحِف

مَن حُبُّ أل رسولِ الله دينُهُمُ

دينٌ به عُرفوا في الناس مذ عُرفوا

وكلُّ وصفٍ جميلٍ ظلَّ مفترقاً

في الناس متَّفِقٌ فيهم ومؤتلف

أبا محمدٍ الماضي إلى أمَدٍ

من المكارم كلٌّ دونه يَقف

إن عُروَتي من بني بُسطامٍ انفصَمت

فأنت لي من بني بُسطامٍ الخَلَف

أَكرم بعمٍّ وخالٍ قمتَ بينهما

كما تقومُ على تَعديلها الألِف

أَهلُ الرياسة بل أهلُ السياسة لم

يخِلطْ سياسَتَهم زَيغٌ ولا جنف

كأن أقلامَهم فيمن يخالِفُهُم

سُمرٌ وبيضٌ خلالَ النَّقع تختلف

بلغتَ أقصى العلى قبل البلوغ لقد

أسرفْتَ حيث لعمري يُحمَد السَّرف

أعتدُّ إحدى وعشرٍ من سنيك مَضت

أدركتَ في الفخر ما لا يُدرِك السلف

أنشأَتَ تنظمُ شعراً لا تزال تعي ال

أسماعُ من درِّه ما لا تعي الصَّدَف

في كلَّ يوم لنا من روضه زَهَرٌ

لكنه زَهَرٌ بالفهم يُقتطَف

إذا تُصُفِّحَ لم نَملُلْ تصفُّحَه

لا كالذي صحَّفتْ ألفاظه الصحف

لله أنت صغيرٌ عقلهُ جَبلٌ

لله أنت صبيّاً حلُمه نَصَف

في كلِّ حبل من الآداب محتطِبٌ

من كل بحر من الآداب تَغترف

فاسلم فليس على شيء سواك إذا

سلمتَ نفديك لا غمٌّ ولا أَسف