كم قد تجهمني السرى وأزالني

كَم قَد تَجَهَّمَني السُرى وَأَزالَني

لَيلٌ يَنوءُ بِصَدرِهِ مُتَطاوِلُ

وَهَزَزتُ أَعناقَ المَطِيِّ أَسومُها

قَصداً وَيَحجُبُها السَوادُ الشامِلُ

حَتّى تَوَلّى اللَيلُ ثانِيَ عِطفِهِ

وَكَأَنَّ آخِرَهُ خِضابٌ ناصِلُ

وَخَرَجتُ مِن أَعجازِهِ وَكَأَنَّما

يَهتَزُّ في بُردَيَّ رُمحٌ ذابِلُ

وَرَأَيتُ أَغباشَ الدُجى وَكَأَنَّها

حِزَقُ النَعامِ ذُعِرنَ فَهيَ جَوافِلُ

وَحَميتُ أَصحابي الكَرى وَكَأَنَّهُم

فَوقَ القِلاصِ اليَعمَلاتِ أَجادِلُ