أغنى أبا الفتح ما قد كان يأمله

أَغنى أَبا الفَتحِ ما قَد كانَ يَأمَلُهُ

مِنَ التَصانُعِ وَالتَشريفِ لِلدورِ

وَكُلُّ عَرصٍ وَقَرضٍ كانَ يَجمَعُهُ

حَفيرَةٌ حُفِرَت بَينَ المَقابيرِ

لَم يَألُها القَومُ تَضييقاً وَلا وَقَعَت

فيها الكَرازينُ إِلّا بِعدَ تَقديرِ

فَصارَ فيها كَأَشقى العالَمينَ وَإِن

لَفّوهُ بِالنَفحِ في مِسكٍ وَكافورِ

ما العَرفُ لَو أَخبَرونا بَعدَ ثالِثَةٍ

إِلّا كَعَرفِ سَوّاهُ في المَناخيرِ

وَكانَ أَزمَعَ شَيئاً لَم تَكُن سَبَقَت

بِهِ مِنَ اللَهِ أَحكامُ المَقاديرِ

إِذا أَرادَ الإِلَهُ الشَيءَ كَوَّنَهُ

فَلَن يَضُرَّكَ فيهِ سوءُ تَدبيرِ