طلول لها بالأبرقين دوارس

طُلُول لها بالأَبرقينِ دوارسُ

مَحَتْهَا السَّواري والرِّياحُ الرَّوامسُ

فما لكَ منها اليومَ الا تذكرٌ

كما تُذكرُ الأحلامُ وهي وساوسُ

اذا لم تَزُرْ ذات السُّلوس ديارَها

فلا زارَها من أَسحمِ الفيد راجِسُ

سقى اللهُ دهراً سالمتنا صروفُه

وعصراً لبِسْنَا عيشَه وهو ناعِسُ

ونيلَ الأَماني بعدَ مَطلٍ وَلَيَّةٍ

وهنَّ وانْ أسلَفْهَهُنَّ خَسائِسُ

اذا المرءُ لم يَشْكُمْكَ بالودِّ مِثْلَهُ

وَقصَّرَ عمّا جئتَهُ فهو باخِسُ

رأَيتُ أَبا الفضلِ اللبيب بكَيْسِهِ

تناولَ مجداً لم تَنلْهُ الأَكايسُ

على حينَ لم يظفَر بحمدِك ظافرٌ

ولم يقتَبس من نَارِ ذَمِّكَ قابِسُ

رأى هِمةً فوقَ النجوم فقاسها

بهمته اِنَّ الأُمورَ مَقايسُ

تمهَّلَ قُدَّام السِّماكِ ولم يكنْ

تكِنَّةَ نجمٍ أردفته الفَوارسُ

وانَّ أَخي من لا يَمُلُّ خَليقَتي

ومن لا يَراني قائماً وهو جالسُ

ومن هو في جِدّي وقيعةِ باطِلي

بَعيدٌ قَريبٌ ضاحكٌ مُتَشَاوِسُ

فتىً ينْصِفُ الخُلاَّنَ في كلِّ مجلسٍ

له صدرُه والمجِلسُ المُتَقَاعِسُ

كريمُ السَّجَايا لا يُنافِسُ في الغِنَى

ولكنَّه في المكْرُماتِ مُنَافِسُ

أَبوكَ الذي لم ينقُضِ النَّاسُ فَتلَهُ

ولم يَفترضْ منه الغَميرةَ لامِسُ

وحلَّ على كيدِ العِدى وهو أَعزلٌ

مَحلاًّ تَحاماه القَنا والفوارسُ

بنو حاجبِ النُّعمانِ صَحْبى وأُسرتي

لكلِّ امريءٍ في صَحبهِ من يُجانسُ

هُمُ مَنعوني من مخالبِ ضَيْغَمٍ

هِزَبْرٍ له غُلبُ الأُسودِ فَرائسُ

وكَبتُ منالَ الكفِّ منه ففتُه

وقد تحبسُ الشيءَ القريبَ الحبائسُ

أَخصُّكَ بالقولِ الذي أنتَ أهلُهُ

وان رَغِمَتْ مما أَقولُ المَعَاطِسُ

مَعَاطِسُ قومٍ يَحْوِطُوْنَ أَمامَه

ولم يَحرسوا الوُدَّ الذي أَنتَ حَارسُ

هُمُ حينَ يَدمى من أَديمكَ مُلدَغٌ

ذئابٌ على شَمِّ الدماءِ لَغَاوسُ

يُعاطونَك البِشرَ الطليقَ وكلُّهم

بِجَنْبيهِ من داءِ العَدَواةِ نَاحِسُ