ترى الصبح من بعد الاحبة أسود

تُرى الصبحُ من بعد الاحبةِ أَسودُ

أَم الليلُ كانوا انَّ ليلَكَ سَرْمَدُ

كأَنَّ نجومَ الليلِ بعدَ فراقهم

أَقامتْ على آثارهم تَتَردَّدُ

ودارٍ لهم لما نأوا بادَ حسنُها

تَمرُّ بها عينُ الصحيحِ فترمَدُ

عهدتُ بها معطى الهوى منية الهوى

وقوماً اذا لم ينجدِ الغيثُ انجدُوا

وذا هَيَفٍ من يابسِ الصَّخْرِ قلبُه

وان كانَ من لينٍ يُحلُّ ويعقَدُ

كلانا يظُن الحسنَ بعضَ عيوبهِ

ويُعطى النَّوى منه القيادَ ويكمَدُ

تودُّ ضلوعى بالابارقِ أَننى

تجلدتُ والمغرورُ من يتجلَّدُ

أَلا مَنْ لبرقٍ في جوانح ليلةٍ

كأَنَّ الدجى في حَملِهِ يَتَاوَّدُ

اذا قلتُ يبدو الصبحُ لي من خِلاله

محا ضوءَه جُنحٌ من الليل أَسوَدُ

أَقامَ رهيناً بالصباِح كأَنَّه

على الليلِ أَسيافٌ تُسَلُّ وتُغْمَدُ

الى كم أَردُ الحزمَ حرانَ ناهلاً

وأخذل فيه الليلَ والليلُ مُسْعِدُ

أصدِّدُ من صَرفِ الزمانِ عزائمى

بأَشياءَ لا يسطيعها المتهدِّدُ

لقد كادَ هذا الياس يألفُ همَّة

لها صَدِرٌ عند الهموم وموردُ

أُؤملُ أَمراً والمقاديرُ دونه

وأَرقبُ يوماً ليس يأتي به الغَدُ

وما انْ كفانى مثلُ أَبيضَ صارمٍ

أقلده مثل الذي أَتقلَّدُ

الى أَنْ أَردَّ الشرقَ يشرقُ نحرُه

بضربٍ يقوم الموتُ فيه ويقعُدُ

ونارِ حريقٍ في السماءِ منيفةٍ

كنار قرى في دارِ تغلِبَ توقَدُ

لسارى الدجى هدى وللضيف مطعم

وللخائف المرتاع أمن ومرقَدُ

وكيف أَخاف الحادثاتِ ودونها

قواعدُ رَضْوى ذى الهضابِ وصندَدُ

اذا كانَ سيف الدولة العضب ناصري

حملتُ صروفَ الدهرِ تُدِنى وتُبعِدُ

بعثتكَ لي يا ابنَ الوجيهِ موجهاً

عليكَ سقاةٌ من سُراكَ ومزودُ

تشقُ بى الظلماءَ طرفُك قائدى

وظهرك لي فيها الفِراشُ المَمَهَّدُ

ويوم تُرى فيه السُّها من ظَلامه

وتُفقدُ فيه الشمسُ من حيث توجَدُ

سَرى ليلَه خوفَ الردى من نَهاره

فردَّته خيلٌ بالسنابِكِ تُطَردُ

وخافَ بنوه من تَوردِ حوضهِ

فكادتْ عفاةُ الطير فيه تُوَرِّدُ

اذا لم تُنفذ للرماحِ وصيةً

فلا حكمٌ الاَّ الحُسامُ المُهَنَّدُ