لما أتانا خبر كالشهد

لَمّا أتَانا خَبَرٌ كالشَّهدِ

شِيبَ بِمَاءِ نُقرَةٍ صَلَندِ

جَاءت بِه البُردُ وَغَيرُ البُردِ

وَدَّعتُ هِنداً وقَطينَ هِندِ

وَكُنتُ فِي سَلوَةِ عَيشٍ رَغدِ

مَعَ الحِسَانِ الخَفِرَاتِ الخُردِ

فَجِئتُ مِن حَنظَلَةٍ وَسَعدِ

أطوِى الدَّيامِيمَ بِسَيرٍ أدٍّ

عَلَى بَنَاتِ الأرحَبِيِّ الوَخدِ

بِكُل نَشزٍ وَبِكُلّ وَهدِ

إِلى امرِىءٍ له أيَادٍ عِندِي

وَاجِبةُ الحَقّ وَلَم أُؤدِّ

حُقوقَها وَلَو جَهَدتُ جَهدي

هَارونُ يا فَرخَ فُروع المَجدِ

وَيَا ابنَ أشيَاخِ الحَطيمِ التُّلدِ

القَائِمينَ اللَّيلَ بَعد الرَّقدِ

لله يَرجُونَ جِنَانَ الخُلدِ

أنتَ الَّذي عِندَ اصطِكَاكِ الوِردِ

لَمّا خَشِيتَ بَغيَ أهلِ الحَشدِ

وَكِدتَ كُلَّ حَاسِدٍ صِلَّخدِ

شَدَدتَ زَندَ سَاعِدٍ بزَندِ

بِبَيعَةٍ تَشفِي غَلَيلَ الكِبدِ

يَا بَردَها للمُشتَفِي بالبَردِ

أصبَحتَ للإسلاَمِ خَيرَ عَضدِ

وللمُطِيعِ عَسَلاً بِزُبدِ

لَمّا قَدِمتَ بَينَ بَاقِي الجُندِ

فِي وَفدِ بَيتِ الله خَيرِ وَفدِ

قَالت قُريشٌ وهي أختٌ حَتدِ

جَاء الغِنَى وَوَثِقُوا بالرِّفدِ

عَن مَلِكٍ نَائِلُهُ لا يًكدِي

يُعطِي الجَزِيلَ وَيَفِي بالوَعدِ

كَأَنَّما سِيمَتُه في البُردِ

بَينَ كُهُولِ هَاشِمٍ والمُردِ

بَدرٌ بَدَا بَينَ نُجومِ السَّعدِ

لَمّا هَوَى بَينَ غِيَاضِ الأُسدِ

وَصَارَ في كَفِّ الهِزَبرِ الوَردِ

آلى يَذُوق الدَّهرَ آبِ سَردِ

مَن يَلقَه مِن بَطَلٍ مُسرَندِ

فِي زَغفَةٍ مُحككَمَةٍ بالسَّردِ

تَجُولُ بَينَ رَأسِه والكَردِ