ومقلة في مجر الشمس مسحبها

ومقلةٍ في مجرِّ الشمس مسحبها

أرعيتها في شباب السذقة الشهبا

حتى أرتني وعين النجم فاترةٌ

وجه الصباح بذيل الليل منتقبا

وليلةٍ بت أشكو الهمّ أولها

وعدت آخرها أستنجد الطربا

في غيضةٍ من غياض الحزن دانيةٍ

مدّ الظلام على أرواقها طنبا

يهدى إليها مجاج الخمر ساكنها

فكلما دبَّ فيها أثمرت لهبا

حتى إذا النار طاشت في ذوائبها

عاد الزمرُّد من عيدانها ذهبا

مرقْتُ منها وثغر الصبح مبتسمٌ

إلى أغرَّ يرى المذخور ما وهبا

ذو غرّةٍ كجبين الشمس لو برقتْ

في صفحة الليل للحرباء لانتصبا

يا أغزر الناس أنواءً ومحتلباً

وأشرف الناس أعراقاً ومنتسبا

أصبحت ذائقةً بالوفر منك وإنْ

قال العواذل ظنٌّ ربّما كذبا

إن المنى ضمنت عنك الغنى فأجبْ

فالبحر يمنح فضل الريِّ من شربا

فحسن ظنّي قد استوفى مدى أملي

وحسن رأيك لي لم يبق لي أربا