وورد بستان قحابية

وورد بُسْتانِ قحابية

رَتَّبَهُ الحسن بنوْعَيْنِ

ظَاهِرُها مِنْ قَشْرِ يَاقوتَةٍ

بَاطِنُها مِنْ ذَهَبٍ عَيْنِ

قَبَّلْتُها حُبّاً لها إِذ بِها

حَيّانِيَ البَدْرُ على عَيْنِ

كأَنَّها خَدّي عَلى خَدِّهِ

يَوْمَ اجْتَمَعْنا غَدْوَةَ البَيْنِ

وقَلْعَةٍ عَانَقَ العُيُّوقُ سَافِلَها

وجَازَ مَنْطِقَةَ الجَوْزا أَعالِيها

لا تَعْرِفُ القَطْرَ إِذْ كَان الغَمامُ لَها

أَرْضاً تَوَطّأُ قطريه مَواشيها

إِذا الغَمامَةُ لاحَتْ خاضَ ساكِنُها

حِياضَها قَبْلَ أَنْ تَهْمى عَزالِيها

يُعَدُّ مِنْ أَنْجُمِ الأَفْلاكِ مَرقَبُها

لَوْ أَنَّهُ كانَ يَجْري في مَجاريها

عَلى ذُرىً شامِخٍ وعرٍ قَد امْتَلأَتْ

كِبْراً بِهِ وهو مَمْلوءٌ بِها تِيها

لَهُ عقابٌ عقاب الجَوّ حَائِمةٌ

مِنْ دونِها فَهيَ تَخْفَى في خَوافيها

ردت مَكايِد أَمْلاكٍ مَكايِدها

وقَصَّرَتْ بِدَواهِيهِمْ دَواهيها

أَوْطَأَتْ هِمَّتكَ العَلْياءَ هامَتَها

لَما جَعَلْتَ العَوالي مِنْ مَراقيها

ولم تَقِسْ بِكَ خَلْقاً في البَريَّةِ إِذْ

رَأَتْ قُسِيَّ الرَّدى في كَفِ باريها