واسأل بني الحسحاس تخبر أنه

واسألْ بني الحَسحاسِ تُخْبَرْ أنَّه

كاد الوصيَّ برَشْقِ سهمٍ مُقْصَدِ

فدعا عليه المُصطفى في قومه

بدعاء محمودِ الدعاء مؤيَّدِ

فتعطّلت يُمنى يَديه عقوبةً

وأتى عشيرَتَهُ بوجهٍ أسودِ

غُرست نخيلٌ من سلالةِ آدم

شرفاً فطابَ بفخرِ طيبِ المولدِ

زيتونةٌ طَلَعَتْ فلا شرقيّةٌ

تُلقى ولا غربيّةٌ في المحتِدِ

ما زال يُشرق نورُها من زَيتِها

فوق السهولِ وفوق صُمِّ الجَلْمَدِ

وسراجُها الوهَاجُ أحمدُ والذي

يَهدي إلى نهجِ الطريقِ الأزهدِ

وإذا وصلتَ بحبلِ آل محمدٍ

حبلَ المودّةٍ مِنك فابلغْ وازدَدِ

بمطهَّرٍ لِمطهّرين أبوّةً

نالوا العُلى ومكارماً لم تَنْفَدِ

أهلِ التقى وذوي النُهى وأولي العُلى

والناطقينَ عن الحديثِ المُسنَدِ

الصائمينَ القائمينَ القانت

ينَ الفائقينَ بني الحِجى والسؤدَدِ

الراكعينَ الساجدينَ الحامدي

نَ السابقينَ إلى صلاةِ المسجدِ

الفاتقينَ الراتقينَ السائحي

نَ العابدينَ إلاهَهُمْ بِتَودُّدِ

الواهبينَ المانعينَ القادري

نَ القاهرين لحاسدٍ مُتَحسِّدِ

نصبَ الجليلُ لجبرئيلَ مِنبراً

في ظلِّ طوبى من مُتونِ زبرجدِ

شهدَ الملائكةُ الكرامُ وربُّهم

وكفى بهم وبربِّهم من شُهَّدِ

وتناثرتْ طُوبى عليهم لؤلؤاً

وزمرّداً متتابعاً لم يُعقَدِ

ومِلاكُ فاطمةَ الذي ما مثله

في مُتهم شَرقاً ولا في منجدِ

وبكرنَ عَلْقمة النصارى إذ عَتَتْ

في عِزِّها والباذخِ المُتَعقِّدِ

إذ قالَ كرِّرْ هاتمُ أبناءَكم

ونساءَكم حتى نُباهلَ في غَدِ

فأتى النبيُّ بفاطمٍ وولِّيها

وحسينِ والحسنِ الكريمِ المُصْعِدِ

جبريلُ سادسُهم فاكرُم سادِسٍ

وَأخيرُ منتَجَبٍ لأفضلِ مَشهدِ