رويدكم فالفتح يصغره القدر

رويْدَكُمُ فالفتح يُصغرهُ القدْرُ

جلا المجد حتى ما الشَّآمُ وما مصرُ

ستُذْعِن دُنياكم لطاعةِ قانِتٍ

مُنيفِ العُلى للّهِ في نفسه سِرُّ

تعجَّبْتُم منْ فتحِ مصْرَ ودونها

فَناءُ المَطايا والتَّنائفُ والبَحْرُ

ولم تعْلموا أنَّ النُّجومَ بودِّها

النُّزولَ إليه وهي عاليةٌ زُهْرُ

فلو سألَ الرَّحمن طاعة كوكبٍ

لأذْعَنتِ الشِّعْرى ودانَ له البدرُ

إِمام هُدىً لو أوطأ الطِّرف هامداً

لأضحت رُباه وهي مهتزةٌ خُضر

أطاع إِله العرش فيما اسْتنَابَهُ

فطاعَتُه دِينٌ وعِصْيانُه كُفْرُ

يُضيء الدُّجى الغربيب من قسماته

فأيسَرُ بشْرٍ من طلاقتهِ فَجْرُ

أفاض النَّدى والعدل جوداً ورأفةً

فقد نُصر المظلومُ واخضرت الغُبْر

ولانَ من التَّقوى وعزَّ من الحمى

كما خشُنتْ في لينها البيضُ والسُّمر

مقالتُه والطَّعْن فصْلٌ وفيْصَلٌ

فمقطوعُه حَبْرٌ ومطْعونُه ذِمْر

إذا هطلتْ نُعْماه غيْثٌ وديمَةٌ

وإِن وضُحت فتْواهُ فالبحر والحَبْرُ

بكلِّ إِمامٍ عادِلٍ فخْرُ عَصْرهِ

وبالمُسْتضيءِ البَرِ يفتخِرُ الدهرُ

فتى الخيْل تعْدو بالكُماةِ كأنَّها

سَراحين قفْرٍ مَدَّ أنْفاسها الصَّفر

تجانَفُ عن رَعْي الجميم وتخْتلي

خمائلَ هامٍ نبْتُ عُدوتها الشَّعْر

وتطوي نِهاءَ القاع وهي ظَميئةٌ

إلى موردٍ ينْبوعُه الطَّرف والنَّحر

هُنالِكَ تَلْقى المُسْتضيءً كأنه

غضنفرُ خِيسٍ نالَ أشْباله الضُّرُّ

فيوسعُ ضرباً والوَغى مُسْتمرَّةٌ

ويعفو عن الأسَرى إذا صرَّح النصر

كعادته في الصَّفْح عن كلِّ مُجْرمٍ

إذا ما الحُبى طاشتْ وضاق بها القَفرُ

نوى الخير من قبلِ الخِلافَة قلبُه

فصدَّقهُ الإحْسانُ والنَّائلُ الغمْر

وجازَ مع الإِمكان عن حدِّ نذْرهِ

فباتَ يظُنُّ النَّزْرَ ما قدره دَثرُ

وأضحى كضوء الشمس فائضُ جوده

عميماً وللشاكين منْ دهرهم شُكْر

ومن شَرف الإِقْبال تشييد مجدِه

بأرْوعَ وهَّابٍ إذا حُبس القطْر

بخير وزيرٍ ضَمَّ دسْتٌ وجحفلٌ

وخُطَّ على الأطراس من كفِّه سطر

إذا جحدَ الأعْداءُ باهرَ فضْلهِ

أقرَّ له السَّعْي المكرَّمُ والنَّجْرُ

بقيتَ أميرَ المُؤمنين مُمَدَّحاً

كريمَ الثَّنَا ما أدْلج القَفْلُ والسَّفْرُ

وأنت لِما أُثْني به خيرُ أهْلِه

وأنت لما أرْجوهُ منْ أمَلي ذُخْر