بنو المظفر والأيام شاهدة

بنو المُظفَّرِ والأيامُ شاهدةٌ

بيضُ العوارف والأنْسابِ والأثر

لا يعضلُ المحلُ جدواهم لطارقهم

ولا يحلُّونَ في الغُلاَّنِ والخَمَرِ

تشكو مراجلهم فرطَ الوقودِ كما

تشكو النَّواصف فرط القرِّ والخصر

فساهراتٌ من التَّرْداد في صَرد

وراسياتٌ من الإِيقادِ في سُعُرِ

إذا استراحتْ ظُباهمْ من مُنازلةٍ

فلاغِباتٌ بعقْر النِّيبِ والجُزُرِ

همُ نمَوْا عضد الدين الجواد وقد

غاض النَّوال وذلَّت نجدةُ البشرِ

فجاء أغلبَ مَضَّاءً لِعَزْمتهِ

تُغْني سحائب كفَّيْهِ عن المطرِ

يُكاثرُ الخِضْرِم الزَّخار نائلهُ

ويغلب البأسُ حدَّ الصَّارمِ الذكر

ويفضلُ الأورق العاديَّ مُحْتَبياً

إذا استخفت حلوم الرجَّحِ الصُّبُر

ولا يَمُنُّ وإنْ أغْنَتْ مكارمهُ

لكن لدثر العطايا أيُّ مُحتقرِ

إذا الحيا صاب من كفَّيْهِ شائمَهُ

أغضى حياءً وكفَّ الطرف عن نظر

وإنْ تَعالى رجالٌ عند جُودهُمُ

فمخبتٌ غيرُ ذي كبر ولا أشَر

في الودِّ أغْيدُ غُصنٍ لانَ ملمسهُ

وفي الحفيظة شختُ الحدِّ ذو أثر

مُحمَّدُ الخير مِطْعامُ العشيِّ إذا

هَرَّ الشتاء وعاث القُرُّ في الدَّثر

كأنما ذكرُه في كل مُجتمعٍ

نفح من الروض أو نشرٌ من القُطُر

أستصغر القول في إِسهابِ نعمتهِ

إذا مدحتُ فإسهابي كمُختصرِ

ويعجبُ الناس من بحرٍ يجودُ له

راجيه عن فائض النَّعماء بالدُّررِ

أنا الأخير ولكني سبقتُ بني ال

فضل الأوائل من بدوٍ ومن حضر

طاب النسيم دُجىً في كل غاليةٍ

للنَّاشقين وكان الفضل للسَّحرِ

فهنِّيَ الدهر لم أخصص به رجَباً

نُعمى بقائك زينُ الدهر والعُصُر