أقول لصحبي حين أجهشت العلى

أقول لصحبي حين أجهشتِ العُلى

وكادَ خميس الفضل يهزمه الجهلُ

لِشنْعاء جانيها حَقيرٌ وخَطْبُها

خطيرٌ وتحْميها الفوارس والرَّجْل

وقد وجمَ الحيُّ اللَّقاحُ لفعْلةٍ

تنكَّرَ منها الحزْم وانخزلَ العقل

روْيداً رويْداً لا تَطيشُ حُباكمُ

ففي الحيِّ طودٌ عنده الورد والظل

عسى فَرَقٌ أنْساكُمُ فَنَسيتمُ

أبا تغلِبٍ حيث البسالةُ والفضلُ

سيكشفُ هذا العارَ منه ابن همَّة

وَعُورُ الرَّزايا في عزائمهِ سَهْلُ

فما شَعَروا حتى تدافعَ مُفْعَمٌ

حميلاه سرحٌ مُخرفٌ وغضاً جزل

يجيشُ بأرْجاءِ الشِّعابِ كأنهُ

هديرُ قرومٍ عضَّ أمطاءها الرحل

تبَعَّقَ عنْ زوْلٍ نفوعٍ وماجدٍ

رفيعٍ وخِرقٍ لا يُبَخلُّهُ العذل

وجاء رئيس الدين غَيرانَ ناصِراً

تضوع بعطفيه والسماحةُ والجذْلُ

وشيكُ القِرى لا تُستراث طهاتُه

اذا عَضلَ الجودَ والجوائحُ والمَحلُ

فتى كلِّ خيرٍ من نَوالٍ ونجْدةٍ

تودُّ مقاميْهِ السَّحائبُ والنَّصلُ

يزيدُ لتكحيلِ الخُطوبِ طلاقةً

ويغزرُ من كفَّيه في الاِزم البذْلُ

يُظَنُّ عَييّاً مِن حَياء بوجْههِ

وقد هزمَ الأحبارَ منطقهُ الفصلُ

نصيرُ الغِنى والجود لو حلَّ مهمهاً

ظهيرةَ قيلٍ لافحٍ نَبَتَ البَقْلُ

كأنَّ عُبابَ الرافدينِ لجودهِ

صَرىً آجنٌ عند الاضاقة أو ضحل

مَطولٌ بروْعاتِ الوعيدِ ومالَهُ

بوعد النَّدى تسويفُ عافٍ ولا مطل

نَماًهُ عليُّ للمكارمِ والعُلى

ونصرٌ اذا ما أسلم النِّكسُ والفَسْل

أخا صبْوةٍ بالمجد يسلو بنو الهوى

فيزداد حُباً للمعالي ولا يَسْلو

سَرى العارُ فادْركهُ حميل حميَّةٍ

قُبَيل يقول السفْر أو يسمع القَفْل

فلولاكَ طارتْ بي عن الحي هِمَّةُ

تهونُ لها المُستطْرفيَّةُ والأهْلُ

فما كلُّ مَن سيمَ الخسيفةَ صابرٌ

وما كُلُّ طَيَّارٍ إِلى غايةٍ نَبْلُ