وداعاً أيها الطهر النبي

وداعاً أيها الطهر النبي

فكم بالبين قد فيد الأبي

أودعك الغداة ودمع عيني

يكاد لجريه يجري الصبي

كأن دموع عيني يوم بيني عن

رؤياك نوء عقربي

كأن مجالها في الخد جارٌ

بها يحدد مستربي

وعند وداع من تهوى لعمري

ووشك البين ينكشف الغبي

كأن زناد نار في فؤادي

له لهبٌ وبالأحشا وري

كأن بمهجتي شفراً حداداً

لها من مهجتي شبع وري

على أني من الأحزان كاس

بتوديعيك من صبري عري

سلوت بزورتي لك أهل ودي

ولكن بالوداع أنا الشجي

ولولا عيلة وعلي عول

لهم عندي بهم هم نجي

لما فارقت قبرك طرف عين

فما أنا في حقيقك أسمحي

وما أنا عنك سال إن نأت بي

نوى قذف بها بلد قصي

وأحلى ما لقيت من الليالي

عشية بي لكم لقي العصي

وأنكد ما لقيت وما ألاقي

فراقك مذ جرى الدمع العصي

لعلك في الوداع علي راضٍ

وقابل زورتي وأنا الهني

فإن تك قابل الحالتين مني

ولو كنت الفقير أنا الغني

وآمالي إلبيك أنت سراعاً

وعنك فسيرها سير وني

وقبل لقاك قد كانت هزالاً

ومذ رجعت لها نحض وني