يموت الصحيح ويحيا المصاب

يموت الصحيح ويحيا المصاب

وما كل من يرم عمداً يصاب

وهيهات ما لامرئٍ ما تمنى

وما كل داعٍ لعمري يصاب

فكم طالبٍ بالعتاب الرضى

فأورثه السخط ذلك العتاب

وراح سحاباً لنقطع الصدى

فجاد له بالهلاك السحاب

وعاقب خير بحسن الثنا

فما كان إلا الجزاء العقاب

تمرست أبناء هذا الزمان

فأكلٌ هم لي وهم لي شراب

فشهدٌ مقالهم دونه

وأفعالهم فهو في الطعم صاب

يعيبون كل كريمٍ وفي

وهم لو دروا بالمعاب المعاب

تخالهم في شباح الرجال

رجالاً وهم في الطباع الكلاب

ذئاب عليهم ملاح الثياب

وشر الذئاب عليها الثياب

عبيد المطامع إحسانهم

أساة وحمدهم فالسباب

يدينون بالعيب عرض الكرام

ولم تلمس الفضل منهم لذاب

فأموالهم في المحل المصان

وأعراضهم في النوادي نهاب

يصمون سمعاً عن المكرمات

وإن تدعهم للمخازي أجابوا

يطوفون في موبقات الفعال

كما طاف فوق الهرار الذباب

وقد شغلت أهل هذا الزمان

وحاشا العليل بما يستراب

أطاعوا اللعين أبا مرة

بقول وفعل وما يستراب

فأنساهم اللَه لما نسوا

جميع الذي جاء فيه الكتاب

أنا لك يا خالقي تائب

فما عذبت عصبة لك تابوا

إليك مآبي عن الموبقات

فأنت لي اللَه نعم المآب