شرعة وجدي ما لها نسخ

شَرعَةُ وَجدي ما لَها نَسخُ

وَعَقدُ عَهدي مالَهُ فَسخُ

وَفي عِظامِ الناسِ لي نَشأَةٌ

سَيّارَةٌ مَسكَنُها المُخُّ

وَسِنَّتي في العِشقِ بَلَخِيَّةٌ

يَرفُضُها مَن دارَهُ الكَرخُ

وَجَنَّتا جُنِيَّ عَيناهُما

يَروي الصَوادي مِنهُما النَضخُ

وَفي يَميني حَجَرٌ دامِغٌ

لَرَأسِ لا حَيَّ بِهِ رَضخُ

وَمَن بِهِ هِمتُ عَزيزٌ لَهُ

يَذِلُّ مِن عادَتهُ الشَمخُ

لَم يَلقَ قَلباً حُبُّهُ قالِياً

إِلّا بِهِ مِن حَبِّهِ لَطخُ

وَإِنَّما الحامِلُ أَعباءَهُ

لَيسَ سِوى صَبٍّ لَهُ سِنخُ

لَم يُثنِهِ في الحُبِّ عَن قَصدِهِ

سَيفٌ وَلا رُمحٌ وَلا جَرخُ

تَسري إِلَيهِ أُمَمٌ مِثلَما

يُسَيِّرُ في رُقعَتِهِ الرَخُّ

يُقِرُّ عَينَيهِ لَهيبٌ بِهِ

لِقَلبِهِ في حَبِّهِ طَبخُ

يا بِأَبي البَدرَ الَّذي في العُلى

لَهُ عَلى السَبعِ العَلا البَذخُ

وَفَرقُهُ آيَةُ عُشّاقِهِ

أَضحى لَهُ مِن غَيهِبٍ سَلخُ

فَما اِقتَنى الجَوهَرُ مِن فَضلِهِ

مَن فيهِ بِالأَعراضِ لا يَسخو

وَمَن تَعَدّى حَدَّهُ وَاِعتَدى

حِلّاً بِهِ سيمَتُهُ المَسخُ

وَبُرجُ أَطيارِ الهَوى دارُهُ

فيها نَشا السارِحُ وَالفَرخُ

فَكُلُّ مَن حامَ عَلى حَومَةٍ

لَغَيرِهِ يَصطادُهُ الفَخُّ

وَما لِنَفسٍ فَقَدَت وَجدَهُ

في روحِها مِن روحِهِ نَفخُ

وَمَن قَضى شَرخَ شَبابٍ عَلى

غَيرِ هَواهُ فاتَهُ الشَرخُ