ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي، أبو عبد الله، شهاب الدين. ولد في الروم وقيل في اليونان عام 574هـ/1178م، مؤرخ ثقة، من أئمة الرحالة الجغرافيين، ومن العلماء باللغة والأدب. أصله من الروم. أسر من بلاده صغيراً، وابتاعه ببغداد تاجر اسمه عسكر بن إبراهيم الحموي، فرباه وعلمه وشغله بالأسفار في متاجره، ثم أعتقه (سنة 596 هـ) وأبعده. فعاش من نسخ الكتب بالأجرة. وعطف عليه مولاه بعد ذلك، فأعطاه شيئاً من المال واستخدمه في تجارته، فاستمر إلى أن توفي مولاه، فاستقل بعمله، ورحل رحلة واسعة انتهى بها إلى مرو (بخراسان) وأقام يتجر، ثم انتقل إلى خوارزم. وبينما هو فيها خرج التتر (سنة 616) فانهزم بنفسه، تاركاً ما يملك، ونزل بالموصل وقد أعوزه القوت، ثم رحل إلى حلب وأقام في خان بظاهرها إلى أن توفي. أما نسبته فأرجح أنها انتقلت إليه من مولاه عسكر الحموي. كان شاعراً قديراً لا يمدح أحداً بشعرهِ، ولهُ ديوان شعر جميل يحفظه الفقهاء ويتغنى بهِ العلماء، ومنه قوله: إن غاض دمعك والأحباب قد بانوا فكل مـا تدعـي زور وبهتان وكيف تأنس أو تنسى خيالهم وقد خلى منهم ربع وأوطـان من كتبه (معجم البلدان - ط) و (إرشاد الأريب - ط) ويعرف بمعجم الأدباء، وفي النسخة المطبوعة نقص استدرك بتراجم ملفقة دست فيه، و (المشترك وضعاً والمفترق صقعاً - ط) و (المقتضب من كتاب جمهرة النسب - خ) و (المبدأ والمآل) في التاريخ، وكتاب (الدول) و (أخبار المتنبي) و (معجم الشعراء). قيل أن وفاته كانت في 623 ه في حلب حيث كان قد استقر في حلب وسافر في البلدان وعاد مرة ثانية إلى حلب وتوفي هناك. ومن أصحاب هذا الرأي، المؤرخ ابن كثير في كتابهِ البداية والنهاية.قال المؤرخ وليد الأعظمي في كتابهِ أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران: (كان أبو الدر ياقوت الرومي قد تحول من المدرسة النظامية وسكن في دار بدرب دينار الصغير، ووجد ميتاً في منزلهِ يوم الأربعاء 12 جمادى الأولى عام 622هـ/1225م، وكان قد توفي قبل ذلك بأيام، ولم يشعر بهِ أحد، ثم دفن في مقبرة الخيزران في بغداد، بجوار مشهد الإمام أبي حنيفة. كذلك ذكر في كتاب المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ ابن الدبيثي، أن وفاته كانت في شهر ربيع الآخر من عام 622هـ/1225م.
التالي