رمتني بنجل والسهام جفون

رمتني بنجل والسهام جفونُ

عيونٌ دموعي بعدهنَّ عيونُ

وهزَّ الصّبي منهنَّ في معرك النّوى

قدودَ قناً قلبي بهنَّ طعين

وحدّثتماني عن عيون ظبائه

فحسبكما أنَّ الحديث شجون

أحنُّ إلى وادي الأراك من الحمى

وهيهات من وادي الأراك حنين

لقد صحَّ عندي بعد نفخة جاحرٍ

وشكَّكتما أنَّ النسيم خؤون

فيا لوعةً عذريّةً ما احتسبتها

إذ الوصل ظنٌ والفراق يقين

وبين بيوت الحي كلُّ مليُّة

من الحسن لا تقضى لهنَّ ديون

من الهيف أمَّا قلبها مثل قلبها

فيقسو وأما قدُّها فيلين

أحقاً سيقضي البين فينا بحكمه

وتمسي سهول الحبّ وهي حزون

فيا كبدي الحرّي غداةَ زعمتما

بأن التنائي في غدٍ سيكون

دعاني وآيات الديار فإنَّ لي

شؤوناً لها بين الطلول شؤون

فقلبي زناد والسّويداء حراقة

وللنار فيما بين ذاك كمون

دفنت الهوى عن جاهلٍ بمكانهِ

وأشجى الهوى ما بات وهو دفين

يقولون هوّنْ من كلفتَ بحبّهِ

لتسلو ولا والحبِّ ليس يهون

وما يعرف الشوقَ المبّرحَ والأسى

سوى مستهامٍ راح وهو حزين

خليليَّ كيف الصبر إن كان ممكناً

فإنّي جهلت الصبر كيف يكون

وخوّفتماني غارةً عامريّةً

يخفُّ بها الغيران وهو رصين

كفى عاشقاً سلمٌ يكونُ سيوفها

لحاظٌ تبثُّ الحرب وهي زبون

وسمرُ القدود المخطفات فواعلٌ

فعال القنا الخطّي وهي غصون

ونور الضحى فوق الوجوه طليقةُ

وجنح الدياجي في الشعور كمين

أخوفاً ومن دوني نزارٌ وجارها

يجوز هزال العام وهو سمين

وتلك العوالي والموالي وهذهِ

جياد العزيز الملك وهيَ صفون