نسيم الصبا حدث بمن سكن الأثلا

نسيم الصبا حدث بمن سكن الأثلا

فإنك عن ريام تحسن النقلا

ولم أرَ أحلى موقعاً من إشارة

تذكر عيشاً ما أمرَّ وما أحلى

ويا لائمي في حبهم وجماله

ملامة صاد يشتهي الماء والظلا

نجوت من الأشجان قلباً ولم تكن

تخف لعذلي لوحملت لها ثقلا

وتحسب أن الحب حلو مذاقه

لأنك ما ذقت الصبابة والتبلا

وأهلاً وسهلاً بالملام لذكرهم

ولولاهم ما قلت أهلاً وسهلاً

ويا حبذا ليل جلونا سلافه

فمن طرب يعتاده نثر الطلا

سهرنا وقد نامت عيون وشاته

فمن لذة تجلى ومن قمر يجلى

جمعنا به ليل المسرة والهنا

وخير ليالي الدهر ما جمع الشملا

أخاف وأرجو من أساءت فعالها

صدوداً ولكن طيفها أحسن الوصلا

زوت حاجبيها ثم كرت لحاظها

فقل في جبان عاين القوس والنبلا

وما كان بالمبدي لخطب ضراعة

أخو وجل لو سلَّّ من طرفها نصلا

أذوب على تلك الذوائب غيرة

إذا لاعبت أحيان ترسلها الحجلا

وما قلت يوما للغرام وعسفه

رويداً ولا برح السقام لها مهلا

وأكبر همي حاسد مثل ناصح

أضيق به سمعاً ويوسعني عذلا

وحاكمة تقضي بتسفيه أدمعي

وقد جعلوها بالهوى شاهداً عدلا

وثقت بعينيها فخانا تجلدي

فلا تأمنوا من بعدها الأعين النجلا

وأعشق منها البخل صوناً لحسنها

وما ظفرت كف امرء عشق البخلا

سقى الله أطلال الحمى كل وابل

من المزن هام لا رشاشا ولا طلا

وإن لم تجد يا سعد سعدى سحابة

فلا مطرت أرض ولا انبتت بقلا