ما بالها لم تجرني في بالها

ما بالها لم تجرني في بالها

بيضاء مثل الشمس في اعتدالها

مالت إلى عذَّالها وإنما

لشقوتي مالت إلى عذَّالها

سيَّان ما ينطق من نطاقها

حسناً وما يخرس من خلخالها

لمياءُ لا أقبحُ من عائبها

عندي ولا أحسن من إدلالها

مليَّةٌ بالحسن إلاَّ إنَّ ذا الفا

قة لا يطمع في نوالها

ما كان قلبي طائراً في حبّها

لو وقعت عيني على مثالها

تجورُ فيما وليت من مهجتي

ولا تخاف العذل من أعمالها

فلو سرى صبري في ليل الحشى

أخذه الطائف من خيالها

سافرة عن طلعةٍ ما انتقبتْ

إلاَّ وغار البدر من هلالها

مخجلةٌ بنت الحبابِ وجنةٌ

لتعس جدّي ولهي بخالها

تشغفني ريقاً وأعطافاً ففي

معسولها حتفي وفي عسَّالها

يئستُ واليأس أخو الفوز فلا

أطمع في جمل ولا إجمالها

أسماء غيدٍ أصبحت أجسامنا

مثل حروف الخطِّ من أفعالها

يا سائراً تحدى به ناحيةٌ

راكبها انحلُ من عقالها

حدّثْ نساء الحيِّ عن حشاشة

كلُّ الأسا يرجى سوى إبلالها

من لي بداريّا إلى حارتها

وموقف الأحباب من أطلالها

وضاحك الأعطاف من قضيبها ال

ميَّاس والإلحاظ من غزالها

ما دبَّ في وجنته عذارهُ

بل لاح خطُّ الوهم في صقالها

كإنّما الدَّوح ضفت إفنانها

وضمَّخت بالرَّدع من آصالها

عرائسٌ مسبلةٌ أكمامها

لولا الحجى قبَّلت من أذيالها

كم مهجةٍ أحيت ومحل قتلت

بصارم الجدولِ من سلسالها

يعجبني المقصورُ من عشيّها

والسابغُ الممدود من ظلالها