إن داراً بين اللوى والعفيق

إن داراً بين اللوى والعفيق

هاجت الشوق للفؤاد المشوق

أخلق الدهر ربعها وقد بم

عهدها في الفؤاد غير خليق

آذكرتني هندا وما فعل الشو

ق بقلبي من بعد سير الفريق

يا خليلي إن كنت خلّي فدعني

وغرامي في الحبّ وأسلك طريقي

لا تذقني طعم الملام فإن كنـ

ـت مذيقا فأنت غير شفيق

ولقد رحت بعدهم بفؤاد

موثق منهم ودمع طليق

أرتجي الطيف أن يلمّ ومن أعـ

ـجب شيء زور الخيال الطروق

والكرى قد جفا الجفون وسمعي

غير مصنع والقلب غير مفيق

يا زمان الصبا مضيت حميداً

بمعانٍ رجب وغصن وريق

لك عهد في القلب غير مضاع

بوداد للغانيات وثيق

إذا غزالُ الصريم لم يصرم الود

د ولا خان عهدنا يعقوق

يا محلّا دمي ترفّق بصب

بعض هذا الصدد وغاير مطيق

كم تقلّدت في إثما ولم تح

فظ عهودي ولا رعيت حقوقي

إن تبرأت من دمي فعلى خد

ديك حقّا شهادةُ التحقيق

لك منّي محض الوداد كما أحـ

ـمد مني بالمدح جد خليق

ملك قدره سما السبعة الشهـ

ـب بعزم علا على العيوق

ملك طاب فرعهُ ونماء ال

فرع ينبئك عن نماء العروق

ما فضضنا ختام علياه إلا

ضاع منها ذكيّ مسك سحيق

قبلة الحمد ليس يصدق إلا

في معاليه مدح كل صدوق

لهج باقتناء مجد إذا ما

لهج الناس بالخنا والغسوق

منتمى الجود كعبة للعطايا

حافظ الود عالم بالحقوق

يخجل الغيثُ أن يباري عطايا

ه فيبدو بحمرة في البروق

وإذا أضرِمَت به نار حرب

أذنوا منه عنوة بالحريق

فاسأل الكرج والفربخ يجيبو

ك بما قد لقوا به في المضيق

بسنان يستخرج السرمق قل

ب الكجي المدجّج الموموق

وصقيل كأنّه البين يرمي

شمل جسم الأبطال بالتمزيق

في مقام لم يلف في هبوتيه

صارما غمدهُ سوى بطريق

أسد الدين قد نظمت لعليا

ك مديحا بكلّ معنى دقيق

قد تفنّنت بالقصائد في مد

حكَ أرجو الرضى بكل طريق

أنا أولى الورى بجود أياديـ

ـك وإنعامكَ السحوح الدفوق

لي ودّ مؤكّد ففؤادي

خافق نحوكم أشدّ خفوق

لم أكن أؤثر الفراق ولكن

حكم الله منك بالتفريق

أنا إن لم أصف الوداد فبدّلـ

ـت عن المرتضى بحبّ عتيق

وتعوّضتُ عن ولاء

محبة الفاروق

فابق لا زلت سالما في نعيم

ما تغنّت ورق بغصن وريق