ليل بأول يوم الحشر متصل

لَيلٌ بِأَوَّلِ يَومِ الحَشرِ مُتَّصِلُ

وَمُقلَةٌ أَبداً إِنسانُها خَضِلُ

وَهَل أُلامُ وَقَد لاقَيتُ داهِيَةً

يَنهَدُّ لَو حَمَلَتها بَعضها الجبُلُ

ثَوى المِصَكُّ الَّذي قَد كُنتُ آملُهُ

عَوناً وَخُيِّبَ فيهِ ذلِكَ الأَمَلُ

لا تَبعُدَن تُربَةٌ ضَمَّت شَمائِلَهُ

وَلا عَدا جانِبَيها العارِضُ الهَطِلُ

لَقَد حَوَت غَيرَ مِكسالٍ وَلا رَعِشٍ

إِن قَيَّدَ القُودَ مِن دونِ السُرى الكَسلُ

قَد كانَ إِن سابَقَتهُ الريحُ غادِرَها

كَأَنَّ أَخمَصَها بِالشَوكِ يَنتَعِلُ

لا عاجِزاً عِندَ حَملِ المُثقِلاتِ وَلا

يَمشي الهُوَينى كَما يَمشي الوَجى الوَجِلُ

مُكَمَّلُ الخَلقِ رَحبُ الصَدرِ مُنتَفِخُ الـ

ـجَنبَينِ لا ضامِرٌ طاوٍ وَلا سَغِلُ

يَطوي عَلى ظَمَأٍ خمساً أَضالِعَهُ

في بيضةِ الصَيفِ وَالرَمضاءُ تَشتَعِلُ

وَيَقطَعُ المُقفِراتِ الموحِشاتِ إِذا

عَن قَطعِها كَلَّتِ المَهرِيَّةُ البُزُلُ

فَفي الأَباطِحِ هَيقٌ راعَهُ قَنَصٌ

وَفي الجِبالِ المُنيفاتِ الذُرى وَعِلُ

يُرَجّعُ النَهقَ مَقروناً وَيُطرِبُني

لَحناً كَما يُطرَبُ المَزمومُ وَالرَمَلُ

لَو كانَ يُفدى بِمالٍ ما ضَنَنتُ بِهِ

وَلَم تُصَن دونَهُ خَيلٌ وَلا خَوَلُ

لكِنَّها خُطَّةٌ لا بُدَّ يَبلُغُها

هَذا الوَرى كُلُّ مَخلوقٍ لَهُ أَجَلُ

وَإِنَّ لي بِنِظامِ الدينِ تَعزِيَةً

عَنهُ وَفي النَجبِ مِن أَبنائِهِ بَدَلُ