لنا حاكم أعمى سديد قضاؤه

لَنا حاكِمٌ أَعمى سَديدٌ قَضاؤُهُ

وَلَو كانَ ذا عَينٍ لما سَدَّدَ الحُكما

لَهُ لَهجَةٌ خَرساءُ يَجري بِها القَضا

تَرى فُصحاءَ الناسِ في جَنبِها بُكما

وَلا حُكمَ حينَ يُصلَبُ جَهرَةً

فَحينَئِذٍ لا ظُلمَ تَخشى وَلا هَضما

سِوى ناقِصٍ يَسمو إِلَيهِ وَكامِلٍ

يُرى في حَضيضٍ لا يُقلُّ وَلا يُسمى

إِذا خَرَّ مِنهُ الرَأسُ ثُمَّ نَكستَهُ

غَدا ثاوِياً فَاعجَب وَصَفَّ لَكَ الأَسما

لَهُ الحُكمُ في الدُنيا كَذلِكَ حُكمُهُ

يُنَفَّذُ في الأُخرى فَدقّق لَهُ فهما

إِلى شَرَفِ الدينِ اِقتَضَيتُ مَقالَتي

إِلى سَيِّدٍ حازَ الشَهامَةَ وَالعلما

إِلى مِصقَعٍ لَو قيسَ قُسٌّ بِمِثلِهِ

لألفيتَ قُسّاً في بَلاغَتِهِ فَدما

إِلَيهِ رَجائي أَن يَرُدَّ جَوابَها

فَنَحنُ إِلى نَظمٍ بَديعٍ لَهُ نَظما

وَنَروى متى نَروي بَدائِعَ لَفظِهِ

وَنَظما إِذا لَم نَروِ يَوماً لَهُ نظما