زمان الصبا واللهو حييت بائناً

زمانُ الصِّبا واللهو حُييتَ بائناً

وإن كنت بالذكرى على البعد دانيا

تحيةَ مفجوعٍ بفقدك عالمٍ

على طمع الأشواق أن لا تلاقيا

أقام حميداً ثم ودَّع معذراً

فساعف بالعُتبى مقيماً وماضيا

وأقبل عصر الشيب بعد وداعه

على ثقةٍ أن ليس يربح ثاويا

فردَّ سرورَ النفس بالغمِّ حسرةً

وردَّ نضير العيش بالهمِّ ذاويا

فيا ما كرهناه فأمسى مخيّماً

وقوّض ما نهوى فأصبح نائيا

فليتَ شبابي كان عندي شيبةً

وليت مشيبي كان عندي شبابيا

وقالوا تعوَّض بالتصابي عن الصِّبا

زماناً عسى أن تستلذَّ التصابيا

فقلت لهم هزؤ بنفسي أنني

أحاول إخفاءً لِما ليس خافيا