هو الجواد الذي يلقاه مادحه

هو الجوادُ الذي يلقَاهُ مادحُهُ

وإن غَلا فوقَ ما أثْنَى وما وَصَفَا

مَعذّلٌ في النّدَى لكنَّ راحَتَهُ

تأبَى مع العَذْلِ إلاّ البَذْلَ والسَّرَفَا

صَعبُ الإِباءِ إذا ما هِجتَ سَورتَهُ

نزرُ الرِّضا فإذا استَعطَفْتَهُ عَطَفَا

بَادي الحُقُودِ على أعدائِه فإذا

نَالتْهُمُ قدرةٌ منه حَبا وعَفَا

نَغْشى مواردَ من أخلاقِه كَرُمتْ

وِرداً ونرتادُ منها روضةً أُنُفَا

مستَهتَرٌ بالمعالي لا يزالُ على

تقلُّبِ الدَّهرِ مشغوفاً بها كَلِفَا

ُ أخلَفَ الغيثُ لم تُخلِف مواهِبُهُ

أو فَظَّ دهرٌ على أبنائه لَطُفَا

عَدْلُ القضيّةِ إلاّ في مواهبِهِ

لم يقضِ في المالِ إلا جارَ واعتسفَا

تَعُمُّ نُعماه ذا نقصٍ وذا شرَفٍ

كأنَّه البحرُ يحوي الدُّرَّ والصَّدَفَا

مُنَزَّهُ الخُلقِ عن فعلٍ يُعابُ بهِ

فما تَرى لكمَالٍ عنه مُنْصَرَفَا