يا عجبا من وشك بين ما رغت

يا عجباً من وشْكِ بَينٍ ما رَغَتْ

فيه مطايَانَا ولا الحادي حَدَا

نرَى الجِمَالَ المصحِباتِ بينَنا

مُهمَّلاتٍ والرجالَ بَدَدَا

مَوقفُ تَوديعٍ ترى البيضَ به

شُهباً وهَابي النّقعِ ليلاً أسودَا

وللطِّعانِ في الكُماةِ أعيُناً

تَهمِي على السّردِ نجيعاً مُزبِدَا

فيا له من مَوقِفٍ رقيبُه

كتَائِبُ الأعداءِ والواشي الرّدَى

لو لم تكُن عادَتِيَ الإقدامَ في

أمثاله قضيتُ فيه كَمَدَا

لا تَحسبَنَّ الرّزءَ أوهَى جَلَدِي

إنّ النّسِيم لا يَفُضُّ الجَلْمَدَا

وهل يَروعُ الخطْبُ قلبَ أروعٍ

إن كَلِبَ الدَّهرُ عليهِ أَسِدَا

متَى رآني الشّامتُون ضَرِعاً

لنكبةٍ تَعرُقُنِي عَرق المُدَى

هُم يَعلمونَ أنّني أصلَبُ مِن

صُمِّ الصَّفَا فما عَدا مِمَّا بَدا

هل بِزّنِي الخطبُ سِوى وفْرِي الذي

كان مُباحاً للنَّوالِ والنَّدَى

إنْ جمَعوا المالَ فأوعَوْا أتلفَتْ

يَدي طريفَ ما حوتْ والتَّلِدَا

هُمُ يَروْن المالَ ذُخراً باقياً

وإنّما ذُخُر الفَتى أن يُحمَدَا