إليك فما تثني شؤونك شاني

إليكِ فما تَثنِي شؤونُكِ شاني

ولا تَملكُ العِينُ الحِسانُ عِناني

ولا تجزَعي من بَغتَةِ البينِ واصبري

لعلَّ التَّنائي مُعْقِبٌ لِتَداني

ولا تَحمِلي همَّ اغترابي فلم أَزل

غَريبَ وفاءٍ في الورَى وبَيانِ

وفيّاً إذا ما خان جَفنٌ لناظِرٍ

ولم تَرْعَ كفٌ صُحبةً لِبَنانِ

فللأُسْدِ غِيلٌ حيثُ حلَّت وإنَّما

يهابُ التّنائي قلبُ كلِّ جبانِ

ولا تَسأليني عن زَماني فإنّني

أُنَزِّهُ عن شكوى الخَطوبِ لِساني

ولكن سَلي عنِّي الزَّمانَ فإنّه

يُحَدِّثُ عن صَبري على الحَدَثانِ

رَمتني الليالي بالخُطوبِ جَهَالةً

بصبري على ما نابني وعَرانِي

فما أوهَنَتْ عظمي الرَّزايا ولا لَها

بحُسنِ اصطباري في المُلِمِّ يَدانِ

وكم نكبةٍ ظَنَّ العِدا أنَّها الرَّدى

سَمتْ بي وأعلَت في البَرِيَّة شاني

وما أنا مِمَّنْ يستكينُ لحادِثٍ

ولا يملأُ الهولُ المَخُوفُ جَناني

وإن كانَ دَهري غالَ وَفْري فلم يَغُلْ

ثَنائي ولا ذكْري بكُلِّ مَكانِ

وما كانَ إِلاّ للنَّوالِ ولِلقِرَى

وغَوثاً لملهوفٍ وفِدْيَةَ عانِ

حُمِدتُ على حالَيْ يَسارٍ وعُسرةٍ

وبرَّزتُ في يومَيْ ندىً وطِعانِ

ولم أدَّخِر للدَّهرِ إن نابَ أو نَبا

وللخَطبِ إلاّ صارِمي وسِناني

لأنَّ جميلَ الذكرِ يَبقى لأهلِه

وكلُّ الذي فوقَ البسيطة فانِ