سحاب الجود هامي الودق ساكب

سَحابُ الجودِ هامي الوَدقِ ساكِب

وَظِلُّ الأَمنِ مُمتَدُّ الجَوانِب

وَعودُ الفَضلِ فَينانٌ وَوَردُ ال

مَكارِمِ وَالنَدى عَذبُ المَشارِب

بِسَيِّدَةِ الحَواضِرِ وَالبَوادي

وَمالِكَةِ المَشارِقِ وَالمَغارِب

بِسَيِّدَةِ النِساءِ وَلا أُحاشي

وَخيرِ العالَمينَ وَلا أُراقِب

بِمَن أَمسى لَها الإِحسانُ دَئباً

وَإِسداءُ العَوارِفِ وَالمَواهِب

بِمَن مَدَّت عَلى الثَقَلينِ ظِلّاً

ظَليلاً لَم تُلِمَّ بِهِ النَوائِب

لِيَهنِ الدَينَ وَالدُنيا جَميعاً

وَأَهلَ الأَرضِ مِن ماشٍ وَراكِب

سَلامَةُ مَن زِنادُ الجودِ وارٍ

بِصِحَّتِها وَنَجمُ العَدلِ ثاقِب

فَيا كَهفَ الأَرامِلِ وَاليَتامى

وَيا بَحرَ العَطايا وَالرَغائِب

وَيا نَجماً يُضيءُ لِكُلِّ سارٍ

وَصَوبَ حَياً يَجودُ لِكُلِّ طالِب

وَمَلجَأَ كُلِّ مَلهوفٍ طَريدٍ

إِذا ضاقَت عَلى الناسِ المَذاهِب

وَيا مَن تَخلُفُ الأَنواءَ جوداً

إِذا ضَنَّت بِدِرَّتِها السَحائِب

وَمَن يَسمو تُرابَ اكأَرضِ تيهاً

لِوَطأَتِها عَلى الشُهبِ الثَواقِب

لَقَد حَسُنَت بِكَ الدُنيا وَراقَت

وَكانَت قَبلُ لا تَصفو لِشارِب

إِذا عوفيتِ عوفي الخَلقُ طُرّاً

وَأَمسوا سالِمينَ مِنَ المَعاطِب

وَعادَ المُلكُ مُبتَهِجاً وَأَمسَت

فُروعُ عُلاهُ سامِيَةَ الذَوائِب

فَلا وَنَتِ البَشائِرُ وَالتَهاني

إِلى أَبوابِها تُزجي الرَكائِب

وَلا بَرَحَ البَقاءُ لَهُ مُطافٌ

بِسُدَّةِ مُلكِها مِن كُلِّ جانِب

وَأَلبَسَها النَعيمُ لِباسَ عِزٍّ

عَلى أَيّامِها ضافي المَساحِب

بِإِقبالٍ تُجَدِّدُهُ اللَيالي

لِدَولَتِها وَتَخدِمُهُ الكَواكِب

وَجَدٍّ يَخفِضُ الحُسّادَ عالٍ

وَنَصرٍ يَقهَرُ الأَعداءَ غالِب