ألا قل لشمس الدولة ابن محمد

أَلا قُل لِشَمسِ الدَولَةِ اِبنِ مُحَمّدٍ

وَلا تَحتَشِم وَاَبلِغهُ ما أَنا ذاكِرُ

أَفي كُلِّ يَومٍ تَلتَقيني بِعِلَّةٍ

وَعُذرٍ أَما ضاقَت عَليكَ المَعاذِرُ

أَما تَستَحي مِن فُرطِ ما أَنتَ ماطِلٌ

فَتَقضي وَلا مِن طولِ ما أَنا صابِرُ

أَما لِلمَواعيدِ المَشومَةِ مُنتَهىً

لَدَيكَ وَلا لِلمَطلِ عِندَكَ آخِرُ

وَهَبنِيَ أَخَّرتُ التَقاضي لِعِلَّةٍ

أَما لَكَ مِن تِلقاءِ نَفسِكَ زاجِرُ

فَلا تَعتَذِر عِندي بِأَنَّكَ عاجِزٌ

فإِنَّكَ لَو رُمتَ القَضاءَ لِقادِرُ

وَلَيسَ بِعارٍ لِلكَريمِ مَبيتُهُ

عَلى سَغَبٍ وَالعِرضُ أَبيَضُ طاهِرُ

وَلَكِنَّ عاراً أَن يُقالَ مُخَيِّبٌ

لِسُؤالِهِ أَو ناكِثُ العَهدِ غادِرُ

وَما ذاكَ إِن أَدّيَتَهُ بِكَ مُجحِفٌ

وَلا هُوَ إِن أَخَّرتَهُ بي ضائِرُ

أَما الدَينُ رِقٌّ لِلفَتى وَمَذَلَّةٌ

فَتأنَفَ مِن أَن يَستَرِقَّكَ شاعِرُ

لَحا اللَهُ مَن لا يَبذُلُ العَرضَ دونَهُ

وَلا يَقتَني مِنهُ صَديقٌ وَشاكِرُ

أَما تَشتَري شُكري بِمالي فَتَنثَني

وَسَعيُكَ مَشكورٌ وَمالُكَ وافِرُ

سَتَعلَمُ إِن فَكَّرتَ فِكرَةَ عالِمٍ

بِأَيّامِهِ أَيُّ الفَريقَينِ خاسِرُ

وَهاأَنا قَد قَدَّمتُ عَتَبي فَإِن يَحُل

وَإِلّا فَحُسنُ الصَبرِ نِعمَ الذَخائِرُ

وَأَعلَمُ أَنَّ العَتبَ عِندَكَ ضائِعٌ

وَلَكِنَّهُ لِلنَفسِ مُسلٍ وَعاذِرُ