يا هند لا تسخري بي

يا هِندُ لا تَسخَري بي

وَتَعجَبي مِن مشيبي

وَتَنفُري نَفرَةَ الشا

دِنِ الأَغَنِّ الرَبيبِ

فَالدَهرُ عَوَّضَني بِال

بازي عَنِ الغِربيبِ

فَلَيسَ لي في الغَواني

وَوُدِّها مِن نَصيبِ

أَشكو إِلى اللَهِ مِن لَو

عَةِ الغَرامِ الَّذي بي

دارُ الأَحِبَّةِ نادى

فيها مُنادي الخُطوبِ

وَقَفتُ في الدارِ أَبكي

وَما بِها مِن عَريبِ

سَأَلتُ فيها صَداها

سُؤالَ صَبٍّ كَئيبِ

فَقُلتُ أَينَ حَبيبي

فَقالَ أَينَ حَبيبي

قُم فَاِسقِني الراحَ صِرفاً

تُجلى بِكَأسٍ وَكوبِ

حَمراءَ شَمطاءَ بكراً

لَيسَت بِخَمرِ الزَبيبِ

فَطَعمُها في لَهاتي

كَطَعمِ ريقِ الحَبيبِ

يَصبو إِلَيها الوَرى مِن

شُبّانِهِم وَالشيبِ

تَعانَقَت هِيَ وَالما

ءُ في الزُجاجِ الخَصيبِ

تَعَصَّبت بِحَبابٍ

كَاللُؤلُؤِ المَثقوبِ

فَوَرَّثَت فيهِ سِرَّ ال

سُرورِ بِالتَعصيبِ

تَرمي الحُمَيّا المُحَيّا

مِن ضحكِها بِالقُطوبِ

لَها دَبيبٌ بِجِسمي

يا حسنَهُ مِن دَبيبِ

مَتى اِمتَطَتها يَميني

فَلَّت جُيوشَ الكُروبِ

وَلِلهُمومِ بِصَدري

تَأَهُّبٌ لِلهُروبِ

يُديرُها قَمرٌ في

خوطٍ بِأَعلى كَثيبِ