يا قمرا وصله الحياة

يا قَمَراً وَصلُهُ الحَياةُ

عِندي وَهِجرانُهُ الوَفاةُ

حَتّى مَتى أَنتَ هاجِرٌ لي

صَدَّقتَ ما قالَتِ الوُشاةُ

وَما جَوابُ العَذولِ عِندي

حَتّى نَهاني إِلّا الصُماتُ

يا صَنَمَ الفِتنَةِ الَّذي عَن

جَمالِهِ تَقصُرُ الصفاتُ

لَو لَم أَخَف مِن عِقابِ رَبّي

كانَ لَكَ الصَومُ وَالصَلاةُ

أَنتَ غَنِيٌّ مِن كُلِّ حُسنٍ

أَما لِهَذا الغِنى زَكاةُ

وَإِنَّ مَطلَ الغَنِيِّ ظُلمٌ

إِذ لا وَفاءٌ وَلا صِلاتُ

صَرَفتَ فتيانَ عَنكَ ظُلماً

وَلَم تُجِز صَرفَهُ النُحاةُ

فَقَد تَوَلّى الحَسودُ عَنّي

خَذلانَ في قَلبِهِ شماتُ

وَليتَ قَلبي فَجُرتَ فيهِ

ما هَكَذا تَفعَلُ الوُلاةُ

فَأَنتَ قاضٍ وَأَنتَ خَصمٌ

فَاِعدِل كَما تَعدِل القُضاةُ

أَسعِف وَأَنصِف وجُد وَأَحسِن

إِلَيَّ فَضلاً فَما أَساتُ

أَنا المُطيعُ الَّذي يُلاقي

في الحُبِّ ما لاقَتِ العُصاةُ

صادَ فُؤادي ظَبيٌ غَريرٌ

مِن لَحظِهِ تَخجَلُ المَهاةُ

ريمٌ إِذا ما رَنا اِختِلاساً

لَم تَنجُ مِن سَهمِهِ الرُماةُ

ما أَنا عَن حُبِّهِ بِسالٍ

بَل عُدتُ فيهِ كَما بَداتُ