سقى السالف من دهري

سَقى السالِفَ مِن دَهري
سَحابٌ واكِفُ القَطرِ
لَقَد وَلّى بِلَذّاتي
وَما أَحمَدتُ مِن عُمري
أَلا يا حَبَّذا عَصرُ ال
شَبابِ الغَضِّ مِن عَصرِ
زَماناً كُنتُ أَجني العَي
شَ مِن أَفنائِهِ الخُضرِ
لَقَد وَلّى الصِبا غَضّاً
أَنيقَ الرَّوضِ وَالزَّهرِ
لَدى كُلِّ فَتاةٍ غا
دَةٍ طَيِّبَةِ النَّشرِ
تُريكَ البَدرَ بَدرَ التِّم
مِ في لَيلٍ مِنَ الشّعرِ
وَتَفتَرُّ عَنِ الدُرِّ
إِذا اِفتَرَّت عَنِ الثَغرِ
إِذا ماسَت يَكادُ الرِّد
فُ يَنبَتُّ مِنَ الخَصرِ
وَكَم سُكرٍ لَنا مِن لَح
ظِها ناهيكَ مِن سُكرِ
وَأَحوى لَحظُهُ يَنفُ
ثُ في الأَلبابِ بِالسِّحرِ
رَشيقُ القَدِّ يَنأَدُّ
فَيُزري بِالقَنا السُّمرِ
وَقَد دَبَّ بِخَدَّيهِ
عِذارٌ باسِطٌ عُذري
فَكَم مِن لَيلَةٍ مازا
لَ بَينَ السَحرِ وَالنَّحرِ
إِلى أَن عاثَ في اللَيلِ
مُغيراً عَسكَرُ الفَجرِ
مَضَت أَيّامُنا تِلكَ
حَميداتٍ وَلَم نَدرِ
- Advertisement -