رويدك كم تجني وكم تتدلل

رُوَيدَكَ كَم تَجني وَكَم تَتَدَلَّلُ
عَلَيَّ وَكَم أُغضي وَكَم أَتَذَلَّلُ
لَزِمتَ مَلالاً ما تَمَلُّ لُزومَهُ
فَقَلبي عَلى جَمرِ الغَضا يَتَمَلمَلُ
وَوَكَّلتَني بِاللَيلِ أَرعى نُجومَهُ
وَأَنتَ بِطولِ الصَدِّ عَنّي مُوَكَّلُ
وَلا غَروَ أَن جادَت جُفوني بِمائِها
إِذا كانَ مَن أَهواهُ بِالوَصلِ يَبخَلُ
وَقَد صارَ هَذا السُخطُ مِنكَ سَجِيَّةً
فَلَيتَكَ يَوماً بِالرِضى تَتَجَمَّلُ
تُجَرِّدُ مِن أَجفانِكَ السودِ أَبيضاً
عَلى كُلِّ مَن تَرنو إِلَيهِ فَتَقتُلُ
وَما لَحظَةٌ إِلّا تَهُزُّ مُهَنَّداً
يُصابُ بِهِ مِمَّن يُحِبُّكَ مَقتَلُ
فَكُن سالِكاً حُكمَ الزَمانِ فَإِنَّهُ
يَجورُ مِراراً ثُمَّ يَحنو فَيَعدِلُ
وَقَد كانَ حُسنُ الصَبرِ مِن قَبلُ ناصِري
فَإِن دامَ ذا الإِعراضُ عَنّي سَيُخذَلُ
وَأَحزَمُ خَلقِ اللَهِ رَأياً فَتىً إِذا
نَبا مَنزِلٌ يَوماً بِهِ يَتَحَوَّلُ
فَكَم مَلَّ مِنّي عائِدي وَمَلَلتُهُ
وَعاصَيتُ في حُبِّيكَ مَن كانَ يَعذِلُ
وَأَيّامُنا تُطوى وَلا وَصلَ بَينَنا
وَتُنشَرُ وَالهِجرانُ لا يَتَزَيَّلُ
أَرى الحُسنَ قَد وَلّى عِذارَكَ دَولَةً
وَلَكِنَّهُ عَمّا قَليلٍ سَيُعزَلُ
فَأَحسِن بِنا مادامَ ذَلِكَ مُمكِناً
وَأَجمِل فَقَتلي عامِداً لَيسَ يَجمُلُ
- Advertisement -