طلع البدر في دجى الشعر

طَلَعَ البَدرُ في دُجى الشَعَرِ

وَسَقى الوَردُ نَرجِسَ الحَوَرِ

غادَةٌ تاهَتِ الحِسانُ بِها

وَزَها نورُها عَلى القَمَرِ

هِيَ أَسنى مِن المَهاةِ سَناً

صورَةٌ لا تُقاسُ بِالصُوَرِ

فَلَكُ النورِ دونَ أَخمَصِها

تاجُها خارِجٌ عَنِ الأُكَرِ

إِن سَرَت في الضَميرِ يَجرَحُها

ذلِكَ الوَهمُ كَيفَ بِالبَصَرِ

لُعبَةٌ ذِكرُنا يُذَوِّبُها

لَطُفَت عَن مَسارِحِ النَظَرِ

طَلَبَ النَعتُ أَن يُبَيِّنَها

فَتَعالَت فَعادَ ذا حَصَرِ

وَإِذا رامَ أَن يُكَيِّفَها

لَم يَزَل ناكِصاً عَلى الأَثَرِ

إِن أَراحَ المَطِيَّ طالِبُها

لَم تُرِح مَطِيَّةَ الفِكَر

رَوحَنَت كُلَّ مَن أَشَبَّ بِها

نَقَلَتهُ عَن مَراتِبِ البَشَرِ

غيرَةً أَن يُشابَ رايِقُها

بِالَّذي في الحِياضِ مَن كَدَرِ