إن الذي هيمني حسنه

إنَّ الذي هيمني حسنه

من الذي هام ولا تدري

في سورة الأعلى وأمثالها

كالفجرِ والليلِ إذا يسري

سبحانَ من جل فما مثله

من أحد إلا الذي أدرى

في سورة الشورى أتى ذكره

وإنه الآن على ذكري

قد جاء حقاً بالصفات التي

تزيد في العدّ عن العشر

تحمل عرشَ الذاتِ من ذاتها

وما لها عينٌ سوى سرِّي

بها وجودي وبها كنته

لذاك تجري بي عن أمري

لا تنظروني غيره إنني

هوية الحقِّ بلا ستر

فليس في العالم من مفصل

إلا وفيه علمُ الذكر

فتصب يعرفه من له

في ذاته منزلةَ الشكر

له مزيدُ العلم من شكره

يستره ما فيه من كفر

وليس بالكفر الذي ذقته

من قرَّر الإنسان في خسر

بأصله ثم أتى شارحاً

مفرعاً بالحقِّ والصبر

بذا أتى النص الذي قاله

لخلقه في محكم الذكر

فمن يرد يمتاز في أهله

فليمشِ بالحال على أثري

فإنه الحقُّ الذي قال لي

انصح عبادي وامتثل أمري

بمكة في حالة تقتضي

في وقتها القبض من العسر

وفي دمشق قال لي مثله

في مرة أخرى على سرِّي

فقلتُ يا رب أعني على

ما قلت لي فقال بالنصر

فلم يزل في نصرتي قائماً

في كلِّ حالٍ دائمِ البِشر

وقال تمم ما بدأتم به

من الفتوحات على قدر

على لسانِ المصطفى أحمد

ولم ينب عني في العذر

فإن فيها سبباً مقلقاً

يضيق من إيراده صدري

فقال لي لا تلتفت إنني

مزيلُ ما تخشى من الضرّ

أيّدك الله فكن آمنا

ولا يكن قلبك في ذُعر

فقمت بالعلمِ لهم مُفصحا

مبيناً في السرِّ والجهر

أورده من غير كيلٍ له

كأنما آخذٌ من بحر

لو أنه ينظر في قوله

إن إليه مرجع الأمر

رأى وجود الحق عين الذي

يطلبه في وحدة الكثر

لو أنه يعرفُ أحواله

ما ميَّز الخيرَ من الشرّ

ليس له الشرّ فإنّ الذي

سمي شرّاً عدم فادر

بيده الخير فقل كالذي

يقول فيه صاحب السبر

فإنه الخير كما قال لي

من قال بالباعِ وبالشبر

فاعبد إله السرِّ مستلماً

ولا تكفر صاحب الفكر