نفسي الفداء لشاك جد في الشكوى

نفسي الفداءُ لشاكٍ جدَّ في الشّكوى

وباخلٍ أترجّى منه لي جَدوى

ودِّي له أمَّ منه العُدوة الدُّنيا

وودُّهُ أمّ عنّي العُدوةَ القُصوى

لِلّه يومٌ تولّى لي تعطُّفهُ

فجادَ لي بعدَ ضنٍّ بالذي أهوَى

يثني اليَّ بإدلالٍ مقُبَّلهُ

كالخِشفِ تُلفِتُهُ من أُمِّهِ النّجوى

فأنتشي مِن شذا ريّاهُ عاطرةً

كأنّما اتّخذت فاهُ لها مثوى

متى أرى النّفسَ تصحو عن محبّتهِ

أعادها بحُميّا ريقهِ نشوى

وخالهُ العنبريُّ اللّونِ حينَ بدا

في نارِ خدّيهِ عمَّ القلبَ بالبلوى

فالخدُّ صالٍ وماءُ الحسنِ يكلؤهُ

والقلبُ ناءٍ ومِن لألائِها يُكوى

يجدُّ وجداً به ما انفكَ نازِلهُ

مِن بعدِ ما كانَ قدماً منَّ بالسَّلوى