أما والهوى إنني مدنف

أَما وَالهَوى إِنَّني مُدنف

بِحُب رَشا قَلما يَنصف

أَطاوعه وَهُوَ لي مَخلف

فَعما قَليل بِهِ أَتلف

وَواعدني السقم حَتّى اَنتهك

فُؤادي فيا وَيحتا قَد هلك

غَزال لَهُ مُقلة ساحرة

وَأَنجمه أَنجم زاهِرَه

وَلمَّته لَمة عاطِرَه

وَكُل العُيون لَهُ ناظِرَه

وَجسم أَذاه لِباس الفنك

كَمثل اللجين إِذا ما انسبك

هُوَ الشَمس لَكنه أَجمل

هُوَ البَدر لَكنهُ أَكمَل

هُوَ الصُبح لَكنهُ أَفضل

فَلَيسَ عَلى الأَرض من يعدل

هلال بَدا مِن كمون الفلك

يَصيد القُلوب بِغَير شرك

تَحير في نوره كُل نور

وَذلت لَهُ نيرات البُدور

وَحَنت لِحُسن سَناه الخُدور

فَفيهِ الأَسى وَفيهِ السُرور

فَكَم فتكة في الهَوى قَد فتك

أَلَيس مِن الظُلم أَن يبعدا

كَئيب مِن الشَوق قَد أَجهَدا

تَعبده الحسن فَاستعبدا

وَكَلفه الشَوق أَن يَنشدا

مَلَكت فَكُن خَير مَن قَد ملك

يا مَولى المِلاح يا عَبد الملك