هل لميت أبلاه طول البعاد

هل لميت أبلاه طول البعاد

من معاد يرجوه قبل المعاد

فيلاقي الأحباب في هذه الدار

إذا أقام من مهاد السهاد

ويوافي على الظما عين قرب

برتوي من ورودها كل صاد

وينادي في يومه شافع الخل

ق غداً يا ذخري ليوم التنادي

يا أنيسي يا شافعي يا مجيري

يا ملاذي يا عصمتي ياعمادي

جئت أسعى مودعاً لك إذ حا

ن انصرافي وآن طول انفرادي

اشتكي ثقل كاهلي بذنوبي

ورحيلي الدني وقلة زادي

وأرجى نداك ياأكرم الخل

ق بقصدي إرجاء هذا النادي

لست اخش الضلال عن ظلك الضا

في بقصدي إرجاء هذا النادي

إنما غفلتي ولهوي وتقصي

ري ثنتني عما أرى من رشاد

فتغابيت للردى وهو جد

وتعاميت في الهدى وهو بادي

وتناءيت باجتهادي فسيحا

من حياتي فضاق وقت اجتهادي

وتناسيت ما فعلت وقد أث

بته في صحائف الاشهاد

وتصاممت عننداء نذير ال

شيب لهواً وياله من مناد

ودهي صحتي الضني وفراغي ال

شغل فاستجمعا على ميعاد

رمت أن يستقيم عودي وبعد ال

بين كيف استقامة المياد

ما بقي لي سوى رجا الله في يو

م معادي شيء عليه اعتمادي

وانتظاري منك الشفاعة عما

كان مني والله بالمرصاد

عفو ربي غداً وجاه نبيي

فوق ذنبي الوافي وهذا اعتقادي

أشرف العالمين طراً وخير ال

خلق جمعاً من حاضر أو بادي

صفوة الله في البرايا وداعي

ه وهادي عباده العباد

صاحب المعجزات منها كلام ال

وحش جهراً له ونطق الجماد

وانشقاق افيوان من فوق كري

ملك الفرس ليلة الميلاد

وخمود النيران من بعد ما م

ر لها ألف حجة في اتقاد

وكذا غارت البحيرة من سا

وة والماء حولها في ازدياد

وكذا الجن عاد من رام منها السمع

يرمي بكوكب وقاد

وتوالت بشري الهواتف من قبل

به في ربا الفلا والوهاد

وكذاك الأحبار من قبل

والرهبان نصاً عليه في كل ناد

واستمر السعيد منهم على الح

ق واردي الشقى سوء العناد

وأتاه جبريل بالوحي في غا

ر حري حال وحدة وانفراد

فوعى ما أوحى وقام بأم

ر الله في الخلق هادياً للعباد

داعياً مرشداً إلى الله والح

ق وخلع الأوثان والأنداد

واجتناب الاثام والبغي والغ

ي ووأد البنات والإلحاد

ورؤوفاً بهم حريصاً عليهم

صافحاً عن أذي المعادي المعاد

فاستجاب الذين فازوا بفضل الس

بق من ربهم وفضل الجهاد

وأتوه مهاجرين إليه

هاجري الأهل فيه والأولاد

مدركي منه كل غاية خير

تاركي كل طارق وتلاد

يجعلون الآباء أن خهالفوهم

في رضا الله في اشد الأعاد

ويصفون دينهم في ابتذال النف

س في الله بالسيوف الحداد

فأقاموا الدين الحنيف لديه

بالعوالي على اصح عماد

قسموا دهرهم فبين اجتهاد

لم يزالوا في دهرهم وجهاد

كل عار من الهوى لابس التق

وى قصير المنى طويل النجاد

يا رسول الإله حبك في قلبي

وطرفي ممكن في السواد

ما احتيالي أن أبعدتني ذنوبي

فهي عندي مظنة الأبعاد

وقف العجز بي واصعب منه

غفلتي عن تأهبي ورقادي

كيف أنجو والقلب في أسرغي

موثق ماله سوى الرشد فادي

فعسى نفخة تسوق إلى الله

قيادي وقد نضت اقيادي

وغذا ما ضللت في تيه تقص

يري هدتني إلى الشفيع الهادي

فعليه السلام ما افتر ثغر النور

في الروض من بكاء الغوادي

أو سرى نحو أرض مكة سار

أو تغني بذكر طيبة حادي