يا خير منتصر لخير إمام

يا خَيرَ مُنتَصِرٍ لِخَيرِ إِمامِ

حَقّاً دُعيتَ بِناصِرِ الإِسلامِ

حَكَّمتَ حَدَّ البيضِ في أَعدائِهِ

وَالمَشرَفِيَّةُ أَعدَلُ الحُكّامِ

وَنَصَرتَ دينَ اللَهِ نَصرَ مُؤَيَّدِ ال

آراءِ في نَقضٍ وَفي إِبرامِ

وَوَقَفتَ أَكرَمَ مَوقِفٍ شَهِدَتهُ أَم

لاكُ السَماءِ وَقُمتَ خَيرَ مَقامِ

دافَعتَ عَنهُ فَكُنتَ أَملَكَ ذائِدٍ

يَحمي حَقيقَتَهُ وَخَيرَ مُحامي

رُعتَ العَدُوَّ بِكُلِّ أَسمَرَ راعِفٍ

غَلَّ الكُماةَ وَكُلِّ أَبيَضَ دامي

بِرِقاقِ بيضٍ في الدِماءِ نَواهِلٍ

وَعِتاقِ جُردٍ في الشَكيمِ صِيامِ

جَهِلوا القِراعَ لَدى الوَغا فَتَعَلَّموا

مِن غَربِ سَيفِكَ كَيفَ ضَربُ الهامِ

قُذِفوا بِشُهبٍ مِن سُطاكَ ثَواقِبٍ

شَبَّت عَلَيهِم مِن وَرا وَأَمامِ

فَدِيارُهُم وَقُلوبُهُم لِلنارِ في

أَرجائِها وَالخَوفِ أَيُّ ضِرامِ

لَولا عِمادُ الدينِ لَم تَظفَر يَدٌ

مِن حَربِهِم وَنِزالِهِم بِمَرامِ

أَضحَوا وَقَد غَدَرَت بِهِم أَيّامُهُم

غَيراً وَتِلكَ سَجِيَّةُ الأَيّامِ

فَكَأَنَّما كانوا لِوَشكِ زَوالِها

أَضغاثَ أَحلامٍ وَطَيفَ مَنامِ

كانوا مُلوكاً بِالعِراقِ فَأَصبَحوا

لَمّا بَغوا نُزَلاءَ أَهلِ الشامِ

غادَرتَهُم مِمّا مَلَأتَ قُلوبَهُم

فَرَقاً يَرَونَ ظُباكَ في الأَحلامِ

طَلَبوا ذِماماً مِنكَ لَمّا سُمتَهُم

سوءَ العَذابِ وَلاتَ حينَ ذِمامِ

وَرَمَيتَ جَيشَهُمُ اللُهامَ بِعَسكَرٍ

مَجرٍ وَجَيشٍ مِن خُطاكَ لُهامِ

وَوَسَمتَهُم بِالعارِ يَومَ لَقيتَهُم

زَحفاً بِشُمسٍ كَالشُموسِ وِسامِ

مِن كُلِّ مَن لَو كانَ يُنصِفُ لَاِكتَفى

بِلِحاظِهِ مِن ذابِلٍ وَحُسامِ

كَالظَبيِ مَصقولِ العِذارِ لَهُ إِذا اِع

تَرَكَ الفَوارِسُ وَثبَةُ الضِرغامِ

يُصمي الرَمِيَّةَ راشِقاً مِن كَفِهِ

طَوراً وَمِن أَجفانِهِ بِسِهامِ

قَومٌ إِذا اِعتَقَلوا أَنابيبَ القَنا

لِوَغىً حَسِبتَ الأُسدَ في آجامِ

غُلبٌ وَلَكِن في المَغافِرِ مِنهُمُ

حَدَقُ المَها وَسَوالِفُ الآرامِ

هَذا يَكُرُّ بِذابِلٍ مِن قَدِّهِ

لَدنٍ وَهَذا بِاللَواحِظِ رامِ

فَهُمُ إِذا رَكِبوا أُسودُ خَفِيَّةٍ

وَإِذا اِنتَدوا كانوا بِدورَ تَمامِ

لَولا التَقِيَّةُ قُلتُ إِنَّ وُجوهَهُم

صُوَرٌ تُبيحُ عِبادَةَ الأَصنامِ

راحوا نَشاوى لِلِّقاءِ كَأَنَّهُم

يَتَعاقَرونَ عَلَيهِ كَأسَ مُدامِ

وَكَأَنَّما لَمعُ الظُبا بِأَكُفِّهِم

بَرقٌ تَأَلَّقَ مِن مُتونِ غَمامِ

لَبِسوا الحَديدَ عَلى قُلوبٍ مِثلِهِ

بَأساً فَشَنّوا اللَّأمَ فَوقَ اللامِ

لِغُلامِهِم في الروعِ عَزمَةُ شائِبٍ

وَلِكَهلِهِم فيهِ هُجومُ غُلامِ

تَبِعوا الأَميرَ أَبا الفَضائِلِ فَاِقتَدوا

بِفِعالِهِ في البَأسِ وَالإِقدامِ

فَليَهنِكَ الظَفَرُ الَّذي لَولاكَ ما

خَطَرَت بَشائِرُهُ عَلى الأَوهامِ

فَتحٌ جَعَلتَ بِهِ العِدى أُحدوثَةً

تَبقى مَدى الأَحقابِ وَالأَعوامِ

إِنّي لَأَعجَبُ وَالكُماةُ عَوابِسٌ

مِن وَجهِكَ المُتَهَلِّلِ البَسّامِ

وَإِذا دَجى خَطبٌ فَرَأيُكَ سافِرٌ

وَإِذا عَرى جَدبٌ فَبَحرُكَ طامِ

فَتَمَلَّ ما أَولاكَ سَيِّدُنا أَميرُ ال

مُؤمِنينَ بِهِ مِنَ الإِنعامِ

وَاِسعَد بِما أوتيتَهُ مِن رُتبَةٍ

خَصَّتكَ بِالتَشريفِ وَالإِكرامِ

وَبِخِلعَةٍ شَهِدَت بِأَنَّكَ حُزتَ مِن

شَرَفِ الخِلافَةِ أَوفَرَ الأَقسامِ

لا زِلتَ تَرفُلُ في ثِيابِ سَعادَةٍ

فَضلاً وَتَسحَبُ ذَيلَ جَدٍّ سامِ

تُخشى وَتُرجى سَيفُ بَأسِكَ قاطِعٌ

بَينَ الوَرى وَسَحابُ جودِكَ هامِ