عزيز أمرنا لك بالتعزي

عَزيزٌ أَمرُنا لَكَ بالتعزِّي

غَدَاةَ أُصِبْتَ بالوَلَدِ الأَعَزِّ

لَعمرُ أبي لقد رَمَتِ الليالي

بِحَزٍّ في الحُلُوقِ وأيِّ حَزِّ

لِبَدْرٍ غَابَ قبلَ تَمَامِ نُورٍ

وغُصْنٍ جُبَّ قَبلَ تمَام دَرْزِ

وسَيفٍ فُلَّ قبل أَوَانِ سَلٍّ

وَرُمْحٍ أضجعُوهُ قَبلَ هَزّ

وطفلٍ ماتَ لم يركبْ جَوَاداً

سِوَى حُضْنِ الوليدةِ والمَنَزِّ

فقُلْ لي كيفَ يعملُ في جِيَادٍ

أَعَدُّوهَا له وثِيَابِ خَزِّ

فَغَادَرَنا بِحُزْنٍ مُسْتَقِرِّ

نُكَابِدُهُ وعَقْلٍ مُسْتَفَزِّ

عَجِبْتُ لقُرْبِ ما جِئْنَا نُهَنِّي

أَبَاهُ بِهِ وما جِئْنَا نُعزِّي

عَذَرْتُ الدهرَ لو لم يُفْنِ إلاَّ

كبيراً مَلَّ من ضَعْفٍ وعَجْزِ

فَإِنَّ الناسَ مثلُ الزرعِ يُنمي

نَضارتَهُ إلى وَقْتِ المجَزِّ

فلم يجتثَّ إلا كلَّ غُصْنٍ

رَطِيبِ القَدِّ مُعْتَدلِ المِهَزِّ

فَمَا ضَرَّ المنيّةُ لو أَصَابَتْ

أَخَاهُ فافْتدَتْ شَاهاً بِفَرْزِ

أَبَتْ أن تَتْرُكَ الأَيَّامُ شِبلاً

لِضِرْغَامٍ ولا سَخْلاً لِعَنْزِ

فَيَا ابنَ مُبَاركِ بنِ حسينِ صَبْراً

فَشَيْطَانُ الأَسَى بالصبرِ مُخْزِي

فمثلُكَ لا تَلينُ لهُ قَنَاةٌ

لِعَجْمٍ في الخُطُوبِ ولا لِغَمْزِ

بِذَا حَكَمَ القَضَاءُ فَمِنْ مُعَزّىً

على ما فَاتَ منهُ ومن مُعَزِّي

هي الأيامُ لا تُبقي كَبيراً

لِعِظْمِ جَلالةٍ ولِفَرْطِ عِزِّ

ولا تُبقِي صَغِيرَ السِّنِّ بُقْيا

لجَامِعَةٍ عليه ولا لحِرْزِ

وعُذري في التأَخُّرِ عنكَ حُمّىً

أُكابِدُ حَرَّها ولَظَى شَكَنْزِ

فإنْ شَهِدَ العَزَا غَيري فإنِّي

حَصَلْتُ على الرسَالةِ بالتعزِّي

فَهَا أَنَذا أَخُو جَفْنٍ قَرِيحٍ

لِرُزْئِكُمُ وقَلْبٍ مُشْمَأَزِّ

أَنَا الخِلُّ الذي لا عَيْبَ فِيهِ

سِوَى حُبِّي وهذا العيبُ مُجْزي

فإِنْ قدَّمتَ فَضْلَكَ عند غَيري

وبَادَ فإنّني لَكَ في المَحَزِّ