حيا الصبا ونعيمه

حيّا الصِبا ونعيمَه

إِذ نحنُ نَرتعُ في فِنائِه

أيامَ نسترقُ المنى

والدهرُ يَبِسمُ عن رَخائه

والجوُّ معطورُ الهوا

ءِ تخال روضاً في سمائه

والروضُ نديانُ الثرى

فينان يشرقُ في رُوائه

ونسيمه اللَّدنُ العطِي

رُ يكاد يعْثَرُ في ردائه

والغصنُ يقطر طلّهُ

والنَّور يلمعُ في ازدهائه

والطيرُ يَحكِي الموصليَّ

إِذا تأنقَ في غنائه

والنهر خلت به الحصى

حَبَباً تنكَّسَ من ورائه

ينسابُ في سُرُرٍ وأَعكا

نٍ تَمُوجُ على التوائه

والورد فرْوَزَهُ البها

ر فزاد معنىً في بهائه

والعيشُ مخضرّ الأرا

كةِ والصبا يَندَى بمائه

حيثُ الهوى كأسٌ يُحثُّ

ونحنُ نكرعُ في صفائه

يَسعى بها رشأٌ كأَنَّ

الغُصْنَ يَمْرَحُ في قَبَائِهْ

تَرِفٌ غريرٌ يرجحن

من الغضارة في مُلائه

قد خفّرته يدُ النعي

مِ وحَنثتْهُ يد انتشائه

نرعى رخيم الدُلّ من

أعطافه عند انثنائه

ونرى دقيق الحسن من

أطوافه عند اجتلائه

حيّا بها والورد يحكي

ما تَحدَّر من حيائه

واللهوُ مُقتِربُ الجنا

والعودُ مُقتَرِنٌ بنائه

فحبا المحبُّ كفاءه

منها وزاد على كفائه

حتى تمشت في مشا

ش عظامِه مَجرى دمائه