أراك امرأ في ظلم قومك جاهدا

أَراكَ اِمرَأً في ظُلمِ قَومِكَ جاهِداً

وَمالَكَ في ظُلمِ العَشيرَةِ مِن رُشدِ

فَإِلّا تَدَع ظُلمَ العَشيرَةِ طائِعاً

تُلاقِ اِمرَأً مِن بَعضِ قَومِكَ ذا حِقدِ

مِنَ الرِجلَةِ الساعينَ أَو تَلقَ فارِساً

عَلى فَرَسٍ في الخَيلِ أَدهَمَ ذي وِردِ

جَوادٍ كَنِصلِ السَيفِ أَينَ لَقيتَهُ

فَيَضرِبكَ أَو يَطعَنكَ طَعناً عَلى عَمدِ

ألَم تَرَ عاداً كَيفَ فَرَّقَ جَمعَها

قُبَيلٌ وَقِدماً جارَ عَن مَنهَجِ القَصدِ

وَقالَت بَنو عادٍ هَلَكنا فَجَهَّزوا

خِيارَهُمُ أَهلَ الرِفاعَةِ وَالمَجدِ

وَكانَ أَبو سَعدٍ وَقَيلٌ فَعوقِبوا

بِلُقمانَ إِذ رَدَّ الحَبيبَ إِلى الجَعدِ

فَلَمّا أَتَوا عَزفَ الجَرادةِ أَخلَدوا

ثَلاثينَ يَوماً ثُمَّ هَبّوا عَلى وَجدِ

فَقيلَ لَهُم أُعطيتُمُ فَتَخَيَّروا

مُناكُم وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الخُلدِ

وَقالَ اِضرِبوا رَأسي وَلا تَتَهَيَّبوا

نُجوراً مِنَ الأَطوادِ ذي أُجُدٍ صَلدِ

فَعاجَلَهُ وَقعُ الصَواعِقِ كَالَّذي

أَرادَ سِفاها وَالسَفاهَةُ قَد تُردي

وَمُلِّكَ لُقمانُ الحَياةَ فَرَدَّها

إِلى ناهِضٍ حُرٍّ قَوائِمُهُ نَهدِ

وَكانَ يُحِبُ الخُلدَ لَو حَصُلَت لَهُ

أَفاحيصُ صارَت لَيلَةَ القَطرِ وَالرَعدِ

وَقالَ أَبو سَعدٍ إِلَهِيَ فَأَعطِني

مُنايَ عَلى ما كانَ أَذهَبَ مِن وَجدِ

فَزَوَّدَهُ بِرّاً وَتَقوى كِلاهُما

وَما كانَ عَن رِفدِ الوِفادَةِ مِن صَدِّ